وكنا إذا الجبار بالجيش ضافنا | جعلنا القنا والمرهفات له نزلاً] (١). |
[قوله تعالى ﴿وَمَتَاعاً لِّلْمُقْوِينَ﴾ أي منفعة للنازلين بالقواء من الأرض، وهو الخلاء والفلاة التي ليس بها أحد... وكل شيء خلا من الناس يقال له أقوى، فالرجال إذا كان في الخلا قيل له: أقوى. والدار إذا خلت من أهلها قيل لها أقوت.
ومنه قول نابغة ذبيان:
يا دار مية بالعلياء فالسند...... أقوت وطال عليها سالف الأبد
وقول عنترة:
حيت من طلل تقادم عهده...... أقوى وأقفر بعد أم الهيثم] (٢).
١٥٩ - يقال: أُتِيَ فلان إذا أظل عليه العدو.
قال صاحب التتمة - رحمه الله -: [قوله تعالى: (فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا) أتى: تأتي بعدة معان، منها: بمعنى المجيء، ومنها بمعنى الإنذار، ومنها بمعنى المداهمة.
أما معنى الآية، فإن سياق القرآن يدل على أن مثل هذا السياق ليس من باب الصفات كما في قوله تعالى: (فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِد)، أي هدمه واقتلعه من قواعده، ونظيره: (أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً)، وقوله: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا)، وقوله: (أَفَلا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا).
وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه في العَدْوَى: (أنَّى قلتَ أُتِيتَ) (٣) أي دُهِيتَ وتغيَّر عليك حِسّك فَتَوَهَّمْتّ ما ليس بصحيح صحيحا.
ويقال: أُتِيَ فلان بضم الهمزة وكسر التاء إذا أظل عليه العدو، ومنه قولهم: «من مأمنه يأتي الحذر»، فيكون قوله تعالى: (فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا) أخذهم ودهاهم وباغتهم من حيث لم يحتسبوا من قتل كعب بن الأشرف وحصارهم،
(١) - (٧/ ٧٨٣ - ٧٨٤) (الواقعة/٥٦).
(٢) - (٧/ ٧٩٦) (الواقعة/٧١: ٧٣).
(٣) - لم أقف عليه.
(٢) - (٧/ ٧٩٦) (الواقعة/٧١: ٧٣).
(٣) - لم أقف عليه.