المجاز (١)
قال د. عبد الرحمن السديس:
المطلب الأول: أهمية الموضوع وأسباب اختياره.
تأتي أهمية هذا الموضوع وترجع أسباب اختياره لاعتبارات عدة أهمها:
١ - أن هذه القضية تعتبر مسألة جوهرية من مسائل اللغة، والألفاظ، لها علاقتها الوطيدة بعدد من العلوم في العقيدة لاسيما في صفات الباري جل وعلا، كما أن لها ارتباطا وثيقا بالأدلة خاصة المصدر الأول من مصادر التشريع "كتاب الله سبحانه"، وقضية هذا شأنها، وتلك محاورها، جديرة بالبحث والدراسة.
٢ - أن هذه المسألة ليست نظرية صرفة ولفظية بحتة، بل لها آثار عملية كثيرة ويلزم منها لوازم خطيرة، ويترتب عليها أمور شنيعة، بل لقد كانت تكأة لكثير من المخالفين لمذهب السلف في الاعتقاد، بنوا عليها مذاهبهم، وعولوا عليها في استدلالاتهم، فكان لابد من تجليتها وإبانة الحق فيها.
٣ - أن هذه القضية كانت ولازالت محل نقاش وإشكال وجدل بين طلاب العلم والباحثين ما بين مثبت وناف ومفصل ومتردد ومتوقف، فكان لابد من وجود بحث حر متجرد يتسم بالعرض والاستدلال والمناقشة الهادفة ومن ثم بيان الراجح على حسب قوة الدليل وصحة التعليل.
المطلب الثاني: تعريف المجاز في الاصطلاح.
تعددت عبارات الأصوليين في تعريف المجاز، وإليك أهمها:
أن المجاز: "ما كان بضد معنى الحقيقة".
ومنها: "أنه اللفظ المستعمل في غير ما وضع له" (٢).

(١) - وقد لخصت في هذه الفقرة كلام د. عبد الرحمن بن عبد العزيز بن عبد الله السديس، في البحث الذي أودعه العدد العشرين من مجلة أم القرى باسم: "المجاز عند الأصوليين بين المجيزين والمانعين"، وقد نقلت عنه لما رأيت أنه قد ألمَّ بعدة جوانب من هذه القضية، وأنه قد سلك الحياد، والموضوعية في مناقشة هذه المسألة، فجزاه الله خيراً.
(٢) - وعبر صاحب المعتمد بـ: "ما أفيد به غير ما وضع له" ١/ ١١ من المعتمد للبصري.


الصفحة التالية
Icon