﴿الَّذِينَ يَظُنُّونَ﴾ يوقنون ﴿أَنَّهُم مُّلاَقُو رَبِّهِمْ﴾ فيجازيهم على طاعتهم وإخلاصهم
﴿وَاتَّقُواْ يَوْماً﴾ خافوا يوم القيامة ﴿وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ﴾ بدل أو فدية
﴿يَسُومُونَكُمْ﴾ يظلمونكم أشد الظلم؛ من سامه خسفاً: إذا أولاه ظلماً ﴿وَيَسْتَحْيُونَ نِسَآءَكُمْ﴾ يتركونهن أحياء، أو يفعلون بهن ما يخل بالحياء ﴿بَلاءٌ﴾ بلية ومحنة
﴿وَإِذْ فَرَقْنَا﴾ فصلنا وفلقنا
﴿وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً﴾ وذلك لما دخل بنو إسرائيل مصر - بعد هلاك فرعون - ولم يكن لهم كتاب يرجعون إليه: وعد الله تعالى موسى أن ينزل عليه كتاباً «التوراة» وضرب له ميقاتاً: ﴿وَلَمَّا جَآءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ﴾ ﴿ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ﴾ عبدتموه؛ وهو العجل الذي صنعه لهم السامري من حليهم؛ وكان الشيطان يدخل في جوفه ويخور كما يخور العجل قال تعالى: ﴿فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَّهُ خُوَارٌ﴾ وقيل: صنعه بحيث إذا تعرض للهواء: أصدر صوتاً يشبه خوار العجل
﴿وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ﴾ التوراة ﴿وَالْفُرْقَانِ﴾ الذي يفرق بين الحق والباطل ﴿بَارِئِكُمْ﴾ خالقكم
﴿فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ﴾ أي ليقتل البريء منكم المذنب؛ ولا يتستر عليه لقرابته، أو لمحبته. وقيل: كانت التوبة عندهم أن يقتل التائب نفسه إثباتاً لصدق توبته. أو المراد بقتل النفس: كبح جماحها، وقتل شهواتها، والحيلولة دون سطوتها وتسلطها، وتمردها على الحق؛ ويكفي في التوبة: الإقلاع عن المعصية، ورد المظالم، واجتناب المحارم ﴿الصَّاعِقَةُ﴾ نار تنزل من السماء؛ ذات أصوات
﴿ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ﴾ أي من بعد أخذ الصاعقة لكم، ومعاينة أسباب الموت وموجباته.
ولعل المراد بالبعث هنا: من خلفهم من ذراريهم وأبنائهم
﴿الْغَمَامِ﴾ السحاب ﴿الْمَنَّ﴾ طل ينزل من السماء وينعقد عسلاً. أو هو كل ما يمنّ الله تعالى به على الإنسان
-[١١]- ﴿وَالسَّلْوَى﴾ قيل إنه السمائي؛ الطائر المعروف. أو هو كل ما يتسلى به؛ من فاكهة ونقل، ونحوهما ﴿كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ﴾ من الرزق الحلال المبارك (انظر آيتي ١٧٢ من هذه السورة و٥٨ من الأعراف) ﴿وَمَا ظَلَمُونَا﴾ بكفرهم ومعاصيهم ﴿وَلَكِن كَانُواْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾ بتعريضها للعذاب الأليم المقيم


الصفحة التالية
Icon