﴿وَمَآ أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ﴾ أي ما سمي عليه بغير اسمه تعالى ﴿وَالْمَوْقُوذَةُ﴾ التي ماتت من الضرب؛ من وقذه: إذا ضربه حتى استرخى وأشرف على الهلاك ﴿وَالْمُتَرَدِّيَةُ﴾ التي تردت - أي سقطت - من مكان عال ﴿وَالنَّطِيحَةُ﴾ التي ماتت من نطح أخرى لها ﴿وَمَآ أَكَلَ السَّبُعُ﴾ أي ما بقي من أكله، أو ما أمسكه ليأكله ﴿إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ﴾ أي يستثنى من التحريم: ما ذكيتموه؛ أي طهرتموه بالذبح قبل أن يموت من الضرب، أو السقوط، أو النطح، أو أكل السبع ﴿وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ﴾ أي على الأصنام والأوثان ﴿وَأَنْ تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ﴾ الاستقسام: طلب ما قسم في الغيب؛ و «الأزلام» قداح كانوا يستعملونها لذلك ﴿ذلِكُمْ﴾ الذي ذكرته لكم وحرمته عليكم خروج عن أمر الله تعالى ﴿فَمَنِ اضْطُرَّ﴾ إلى أكل شيء ﴿فِي مَخْمَصَةٍ﴾ مجاعة ﴿غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ﴾ أي غير مائل لذنب؛ وإنما ألجأته الضرورة القصوى
﴿يَسْأَلُونَكَ مَاذَآ أُحِلَّ لَهُمْ﴾ من المطاعم ﴿قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ﴾ التي تذكونها بأيديكم ﴿وَمَا عَلَّمْتُمْ مِّنَ الْجَوَارِحِ﴾ أي وأحل لكم أيضاً صيد ما علمتموه ﴿مِّنَ الْجَوَارِحِ﴾ وهي سباع البهائم والطير: كالكلب، والفهد، والعقاب، والصقر، والبازي، ونحوها.
-[١٢٦]- ﴿مُكَلِّبِينَ﴾ المكلب: مؤدب الجوارح، ومعلم الكلاب ﴿فَكُلُواْ مِمَّآ أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ﴾ أي مما أمسكن لكم من الصيد، ولم يأكلوا منه؛ أما إذا أكلت الجوارح من الصيد؛ فلا يحل أكله؛ بل يترك لهم ﴿وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ﴾ من اليهود والنصارى؛ الذين يدينون بما نزل عليهم، ويسمون الله تعالى على ذبائحهم


الصفحة التالية
Icon