﴿بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً﴾ ارتكب جرماً، أو المراد بالسيئة: الشرك ﴿وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ﴾ أي لم يخرج من معصيته بالتوبة، ومن كفره بالإيمان ﴿وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً﴾ لقد أمر الديان، للوالدين بالإحسان، في كل وقت وزمان، وفي كل كتاب أنزله، وعلى لسان كل رسول أرسله؛ فتدبر هذا أيها المؤمن، وتقرب إلى ربك بطاعتهما وبرهما (انظر آية ٢٣ من سورة الإسراء) ﴿وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً﴾ أي قولاً حسناً؛ وهو حث بليغ على طيب الأخلاق وحسن المعاملة. والقول الحسن: يجمع سائر الفضائل، وبه تنبعث المحبة من القلوب، وله تطمئن النفوس، وبه تختفي الإحن، وتذهب حزازات الصدور ﴿ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ﴾ أعرضتم عن الإيمان، والعمل بهذه الوصايا النافعة في الدنيا والآخرة
﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ﴾ أي أخذنا العهد عليكم؛ بأن أمرناكم وعقلتم ما أمرناكم به، أو أمرناكم بما يجب أن يطاع، وبما فيه مصلحتكم؛ فكان ذلك بمثابة العقد والعهد والميثاق ﴿لاَ تَسْفِكُونَ دِمَآءِكُمْ﴾ أي لا ترتكبون من الجرائم ما يوجب سفكها قصاصاً ﴿ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ﴾ أي أقر عقلكم بذلك واستصوبه
﴿ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ﴾ أي يقتل بعضكم بعضاً ﴿تَظَاهَرُونَ﴾ تتعاونون ﴿بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ بالمعصية والظلم ﴿وَإِن يَأتُوكُمْ أُسَارَى﴾ أي تقبلوا إطلاقهم نظير أموال تدفع إليكم؛ وقد حرم عليكم أصلاً محاربتهم وإخراجهم من ديارهم ﴿وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ﴾ وبالتالي يحرم عليكم أخذ الفدية منهم؛ لأنهم إخوانكم ﴿أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ
-[١٦]- الْكِتَابِ﴾
التوراة ﴿وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ﴾ لأن فيها حل المفاداة، وحرمة القتل والإخراج ﴿إِلاَّ خِزْيٌ﴾ فضيحة وهوان


الصفحة التالية
Icon