﴿وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى﴾ اللذين قتلهما اليهود عليهم اللعنة ﴿وَإِلْيَاسَ﴾ وهو غير ﴿إِلْيَاسَ﴾ جد النبي عليه الصلاة والسلام - بسكون الهمز - لأنه أول من ابتلى باليأس، وهو السل؛ سمي بذلك لليأس من شفائه
﴿وَاجْتَبَيْنَاهُمْ﴾ اخترناهم واصطفيناهم ﴿وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ﴾ طريق
﴿ذلِكَ﴾ الهدى الذي أضفيناه على هؤلاء الأنبياء ﴿هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ﴾ المتقين ﴿لَحَبِطَ﴾ لبطل
﴿أُوْلَئِكَ﴾ الأنبياء المذكورون: هم ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ﴾ أي الكتب التي أنزلت عليهم ﴿وَالْحُكْمَ﴾ العلم النافع، وحسن الفصل في الحكومة ﴿فَإِن يَكْفُرْ بِهَا﴾ أي بالكتب، أو بالكتاب والحكم والنبوة ﴿هَؤُلاءِ﴾ الفسقة الظلمة الكفرة ﴿فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً﴾ من المؤمنين الطائعين المنيبين
﴿أُوْلَئِكَ﴾ الأنبياء الذين ذكرناهم: هم ﴿الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ﴾ أي اقتد يا محمد بهم، واصبر كصبرهم، وتحمل أذى قومك كما تحملوا أذى أقوامهم؛ و ﴿قُلْ﴾ لقومك ﴿لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً﴾ أي لا أسألكم على القرآن جعلاً ﴿إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ﴾ لسائر الجن والإنس
﴿وَمَا قَدَرُواْ اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ﴾ ما عرفوه حق معرفته، وما عظموه حق عظمته، وما عبدوه حق عبادته ﴿إِذْ قَالُواْ مَآ أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ﴾ كأنهم يريدون أن ينزل إليهم ربهم بنفسه، أو ينزل لهم بعض ملائكته؛ كسابقيهم في الكفر: الذين قالوا لرسولهم: ﴿أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلاً﴾ وقالوا ﴿لَوْلا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً﴾ ﴿قُلْ﴾ لهم: كيف تقولون ذلك وقد تحققتم من نزول الكتاب على بشر من قبلي؛ وإلا فقولوا لي ﴿مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَآءَ بِهِ مُوسَى نُوراً وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ﴾ أوراقاً مفرقة؛ أي كسائر الأوراق، وهو ليس كسائرها
-[١٦٤]- ﴿تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً﴾ تبدون منها ما يروق لكم من الأحكام، وتخفون كثيراً مما يثقل عليكم؛ وهو خطاب لليهود ﴿قُلِ اللَّهُ﴾ جواب لقوله: ﴿قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَآءَ بِهِ مُوسَى﴾ ﴿ثُمَّ ذَرْهُمْ﴾ دعهم واتركهم ﴿فِي خَوْضِهِمْ﴾ باطلهم الذي يخوضون فيه


الصفحة التالية
Icon