﴿فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ﴾ الزلزلة الشديدة ﴿فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ﴾ أي متلبدين بالأرض باركين على الركب ميتين
﴿فَتَوَلَّى عَنْهُمْ﴾ أعرض صالح عنهم ﴿وَقَالَ﴾ لقومه - بعد نزول العذاب بهم وموتهم - ﴿يَاقَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي﴾ التي كلفني بإبلاغها لكم، وأرسلني بها لهدايتكم ﴿وَنَصَحْتُ لَكُمْ﴾ باتباعي والإيمان ب الله تعالى وطاعته؛ خشية أن ينزل بكم ما نزل، ويحل بكم ما حل ﴿وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ﴾ فعصيتموني وكفرتم بربكم؛ فحل بكم عذابه الموعود الذي استعجلتموه، ويومه المشهود الذي عاينتموه وخطاب صالح عليه السلام لقومه بعد موتهم: تسجيل لأداء ما كلفه الله تعالى بأدائه، وتسجيل لتكذيبهم وكفرهم؛ ولا شك أنهم سامعون لقوله؛ بدليل مخاطبة الرسول لقتلى المشركين يوم بدر: ﴿قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقّاً فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقّاً﴾ وقال لمن حوله: ﴿قَالُواْ نَعَمْ﴾
﴿وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ﴾ الكبيرة؛ وقد كانوا يأتون الذكران ﴿بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ﴾ في العصيان
﴿إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ﴾ أي يتنزهون عما نفعله من إتيان الرجال في الأدبار.
هذا وفعلة قوم لوط من أشنع الفواحش، وأبشع الجرائم، يأباها أحط الحيوانات، فما بالك بأكرم المخلوقات
﴿فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ﴾ جميع من آمن به ﴿إِلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ﴾ الباقين في العذاب
﴿وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَّطَراً﴾ عجيباً؛ ليس كسائر المطر، الذي يأتي بالثمر؛ بل أنزل عليهم من السماء ناراً تستعر ليس بالمطر الذي يبعث الرخاء والرحمة، والسعة والنعمة؛ بل أمطرتهم السماء ناراً وأحجاراً، وبعثت فيهم موتاً ودماراً ويقال «أمطر» في العذاب، و «مطر» في الرحمة ﴿فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ﴾ ومآلهم؟ إذ دمرناهم وأحرقناهم وأهلكناهم
﴿وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً﴾ وهو صهر موسى عليهما السلام؛ الذي زوجه إحدى ابنتيه وقال له «لا تخف نجوت من القوم الظالمين» ﴿قَدْ جَآءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ﴾ حجة ﴿مِّن رَّبِّكُمْ﴾ تدل على صدقي ﴿فَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ﴾ في معاملاتكم
-[١٩١]- ﴿وَلاَ تَبْخَسُواْ﴾ تنقصوا ﴿وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ﴾ بالكفر والعصيان ﴿بَعْدَ إِصْلاَحِهَا﴾ ببعث الرسل، وإنزال الكتب


الصفحة التالية
Icon