﴿تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ﴾ آمالهم، أو تلك أقوالهم التي يدعونها
﴿بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للَّهِ﴾ أخلص نفسهلله، وصدق في عبادته ﴿وَهُوَ مُحْسِنٌ﴾ لنياته وأعماله ﴿وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ﴾ في الدنيا ﴿وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ في الآخرة
﴿وَهُمْ﴾ أي اليهود والنصارى ﴿يَتْلُونَ الْكِتَابَ﴾ التوراة لليهود، والإنجيل للنصارى؛ وفي التوراة: تصديق عيسى. وفي الإنجيل: تصديق موسى. وفي الكتابين: تصديق محمد. وفي القرآن: تصديق ما تقدمه من الكتب والرسل (انظر آية ١٥٧ من سورة الأعراف).
﴿وَمَنْ أَظْلَمُ﴾ أي لا أحد أظلم ﴿مِمَّنْ مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَآ﴾ أي تعطيلها. ويدخل في ذلك: منع المصلين، وحبس المياه أو النور عن المساجد، أو تركها بغير إصلاح وتعمير؛ مع حاجتها إلى ذلك، والقدرة عليه. أو هو نهي عن ترك الصلاة وهجر المساجد ﴿خِزْيٌ﴾ فضيحة وهوان ﴿فَثَمَّ﴾ هناك
﴿وَاسِعٌ﴾ أي واسع الرحمة؛ يسع فضله كل شيء
﴿وَقَالُواْ﴾ أي النصارى ﴿اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً﴾ يعنون به المسيح عيسى ابن مريم ﴿سُبْحَانَهُ﴾ تنزيهاً له عن الولد والوالد ﴿بَل لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ﴾ خاضعون مطيعون. وهو إنكار لاتخاذ الله تعالى للولد بالدليل العقلي: لأن الإنسان لا يسعى للولد إلا رغبة في المساعدة والمعاونة؛ وكيف يحتاج تعالى لذلك و ﴿لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ ومن فيهما: طائعين خاضعين
﴿بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ مبدعهما ﴿وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ هو تقريب لأفهامنا؛ والواقع أنه تعالى إذا أراد شيئاً كان؛ بغير افتقار للفظ «كن»
﴿لَوْلاَ يُكَلِّمُنَا اللَّهُ﴾ أي هلا يكلمنا الله ﴿أَوْ تَأْتِينَآ آيَةٌ﴾ معجزة مما نقترحه. قال تعالى: ﴿وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنْبُوعاً * أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيراً * أَوْ تُسْقِطَ السَّمَآءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلاً﴾.


الصفحة التالية
Icon