﴿إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ﴾ وهم الذين أظهروا الإيمان، وأبطنوا الكفران ﴿وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ﴾ شرك ونفاق ﴿غَرَّ هَؤُلاءِ دِينُهُمْ﴾ يعنون أن المسلمين اغتروا بدينهم؛ فخرجوا وهم ثلاثمائة وبضعة عشر، إلى زهاء ألف ثم قال تعالى رداً عليهم
﴿وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ﴾ يعتمد عليه، ويلجأ إليه ﴿فَإِنَّ اللَّهَ﴾ ناصره ومعينه؛ لأنه تعالى ﴿عَزِيزٌ﴾ غالب لا يغلب ﴿حَكِيمٌ﴾ في صنعه (انظر آية ٨١ من سورة النساء)
﴿وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُواْ الْمَلائِكَةُ﴾ يقبضون أرواحهم بأمر ربهم؛ فلا ينزعونها برفق؛ بل ﴿يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ﴾ بمقامع من حديد؛ تعذيباً لهم يقال لهم في الآخرة ﴿ذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ﴾ جزاء كفركم وعنادكم
﴿كَدَأْبِ﴾ كشأن وعادة ﴿آلِ فِرْعَوْنَ﴾ في كفرهم وعنادهم، وتعذيبهم بعد موتهم ﴿فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ﴾ أهلكهم في الدنيا بسببها
﴿ذلِكَ﴾ العذاب والانتقام ﴿بِأَنَّ﴾ بسبب أن ﴿اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ أي إنه لا يجوز في حكمته تعالى أن يسلب قوماً نعمة أنعمها عليهم؛ إلا إذا استوجبوا بما ارتكبوه من إثم ونعمته تعالى التي أنعمها على قريش: هي بعثة الرسول إليهم؛ فلما غيروها بالإيذاء، والإخراج، والتكذيب، والمحاربة: غير الله تعالى نعمته عليهم بإهلاكهم يوم بدر؛ كما فعل بالأمم الماضية قبلهم؛ ممن عصى وطغى وبغى.


الصفحة التالية
Icon