﴿وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ﴾ عن استهزائهم بك، وبما أنزل إليك من القرآن ﴿لَيَقُولُنَّ﴾ معتذرين عن استهزائهم ﴿إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ﴾ في الحديث ﴿وَنَلْعَبُ﴾ نلهو ونمزح ﴿قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِءُونَ﴾ والاستهزاء والسخرية بالله، أو بآياته، أو بملائكته، أو برسله - ولو على سبيل المزاح - كفر لا يمحوه اعتذار
﴿لاَ تَعْتَذِرُواْ﴾ وكيف يجدي الاعتذار، و ﴿قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ﴾ وكم نرى بعض المتظرفين الثقلاء يقذف بالنكتة الوقحة، وبالمزحة السمجة؛ ينال بها من دينه وخالقه ومن عجب أن نرى أناساً يضحكون لنكتة هذا الفاجر الكافر؛ ولم يعلموا أنهم شركاء له في فجوره وكفره، قرناء له في جهنم وبئس المصير نعوذ ب الله الحليم، من الاستهانة بقدره العظيم، أو بكتابه الكريم أو برسله البررة، أو بملائكته الخيرة ﴿إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنْكُمْ﴾ لحسن نيتها، وصدق طويتها، ورجوعها إلى محجة الصواب ﴿نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ﴾ مصرين على كفرهم واستهزائهم
﴿وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ﴾ عن الإنفاق في الطاعات ﴿نَسُواْ اللَّهَ﴾ تركوا طاعته، ونسوا أجره الذي وعد به؛ لأنه تعالى وعد المنفقين أجراً عظيماً؛ فقبضوا أيديهم؛ فكانوا بذلك مكذبين لوعده، ناسين لأجره
﴿فَنَسِيَهُمْ﴾ تركهم من رحمته وفضله؛ وجعلهم كالمنسيين
﴿هِيَ حَسْبُهُمْ﴾ تكفيهم جزاءً وعقاباً
﴿فَاسْتَمْتَعُواْ بِخَلاقِهِمْ﴾ بنصيبهم من الدنيا ﴿وَخُضْتُمْ﴾ في الباطل والطعن في الرسول، وفي الكتاب المنزل عليه ﴿كَالَّذِي خَاضُواْ﴾ أي كالخوض الذي خاضوه
-[٢٣٤]- ﴿أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ﴾ بطلت أعمالهم الحسنة التي عملوها ﴿فِي الدنْيَا﴾ لأن الكفر محبط لسائر الأعمال ﴿وَالآخِرَةِ﴾ لأنه لا جزاء لها


الصفحة التالية
Icon