﴿وَنَجْوَاهُمْ﴾ ما يتناجون به فيما بينهم؛ وهي المسارة
﴿يَلْمِزُونَ﴾ يعيبون ﴿الْمُطَّوِّعِينَ﴾ المتطوعين، المتبرعين ﴿وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ﴾ إلا طاقتهم؛ فيقدمونه ﴿فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ﴾ أي فيسخر المنافقون من المتطوعين: إن أكثروا زعموا أنه رياء، وإن أقلوا قالوا: إن الله غني عن مثله.
﴿اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ﴾ نزلت في المنافقين وقيل: في عبد الله بن أُبي بن سلول حين صلى رسول الله على جنازته ﴿إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً﴾ المقصود من العدد التكثير، لا التحديد؛ إذ لو استغفر لهم طول حياته ﴿فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ﴾ وهؤلاء هم أشقى الناس بلا مراء: فقد حرموا من قبول استغفار من لو استغفر لعصاة الجن والإنس: لغفر لهم
﴿فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ﴾ الذين تخلفوا عن الجهاد ﴿بِمَقْعَدِهِمْ﴾ أي بقعودهم ﴿خِلاَفَ رَسُولِ اللَّهِ﴾ أي بعد ذهابه للجهاد، أو قعدوا مخالفين له ﴿وَقَالُواْ﴾ لبعضهم، أو قالوا للمسلمين ﴿لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ﴾ أي لا تخرجوا للقتال في الحر لئلا يؤذيكم ﴿قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً﴾ فإن كنتم تخشون الجهاد في الحر الذي يطيقه ويتحمله كل مخلوق - والجهاد موصل إلى ظل الجنة الوارف، ونعيمها الدائم - فكيف بنار جهنم الذي لا يطيقه الصخر، ويذوب من حره صم الجلاميد؟ وهل الوصول إلى الجنة بطريق مشوب بالحر المحتمل أولى، أم الوصول إلى الجحيم بطريق ممتلىء بالهواء العليل، والجو الجميل؟
﴿فَلْيَضْحَكُواْ﴾ أي فليضحك هؤلاء القاعدون في الدنيا ﴿قَلِيلاً﴾ حتى انتهاء آجالهم - وهو قليل وإن طال - ﴿وَلْيَبْكُواْ﴾ في الآخرة ﴿كَثِيراً جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ﴾ في الدنيا من البخل، والنفاق، وعيب الكرماء والسخرية منهم، وتخلفهم عن الجهاد وكراهتهم له
﴿فَإِن رَّجَعَكَ اللَّهُ﴾ ردك من الجهاد ﴿إِلَى طَآئِفَةٍ مِّنْهُمْ﴾ أي من المنافقين ﴿فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ﴾ أي غزوة أخرى ﴿فَاقْعُدُواْ مَعَ الْخَالِفِينَ﴾ المتخلفين: من الشيوخ، والصبيان والمرضى، والنساء
﴿وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَداً وَلاَ تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ﴾ نهى تعالى عن الصلاة على موتى الكفار؛ وهي مفروضة على موتى المؤمنين - صالحين كانوا أو من أهل الكبائر - ما لم يكونوا من البغاة وأهل الضلالات؛ إلا الشهيد؛ فإنه لا يغسل، ولا يصلي عليه؛ وذلك لأن الغسل لمحو النجاسات والقاذورات؛ والشهيد يبعث يوم القيامة بدمه - تشريفاً له، وإشادة بموقفه المجيد - والصلاة على الميت دعاء له بالأجر وغفران الذنب؛ والشهيد مأجور مغفور
وصلاة الجنازة: أربع تكبيرات؛ يقرأ في الأولى فاتحة الكتاب سراً، ثم يصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- في الثانية،
-[٢٣٧]- ثم يخلص الدعاء للميت بعد الثالثة، ثم يكبر الرابعة ويقول: اللهم لا تحرمنا أجره، ولا تفتنا بعده؛ ثم يسلم. وليس في صلاة الجنازة ركوع ولا سجود. ﴿وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ﴾ كافرون


الصفحة التالية
Icon