﴿وَآخَرُونَ﴾ من المنافقين ﴿اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ﴾ بأن تابوا منها. وأقلعوا عنها
﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ﴾ بها من دنس الشح، والبخل، والإثم ﴿وَتُزَكِّيهِمْ﴾ تنمي أعمالهم وحسناتهم ﴿وَصَلِّ عَلَيْهِمْ﴾ ادع لهم ﴿إِنَّ صَلَوَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ﴾ رحمة وسلام وطمأنينة
﴿أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ﴾ يغفر لهم ذنوبهم ﴿وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ﴾ يتقبلها، ويجزي عليها
﴿وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ﴾ لأنه تعالى مطلع على السرائر ﴿وَرَسُولُهُ﴾ بإطلاع الله تعالى له على أعمالكم؛ قال: «تعرض عليَّ أعمالكم فإن وجدت خيراً حمدت الله، وإن وجدت شراً استغفرت لكم» ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ﴾ سيرون بفراستهم ما تنطوي عليه أفئدتكم، وما تنطق به ألسنتكم وتخفيه قلوبكم؛ فإن المؤمن يريه الله تعالى ببصيرته ما لا يراه المنافق ببصره وقد جرت عادة الله تعالى على فضح المنافق وانكشاف أمره؛ قال الشاعر:
ومهما تكن عند امرىء من خليقةوإن خالها تخفي على الناس تعلم
﴿وَسَتُرَدُّونَ﴾ ترجعون يوم القيامة ﴿إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ﴾ ما خفي وما ظهر ﴿فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ يجازيكم عليه
﴿وَآخَرُونَ﴾ غير من ذكر من المتخلفين ﴿مُرْجَوْنَ لأَمْرِ اللَّهِ﴾ مؤخرون إلى أن يظهر أمر الله تعالى فيهم ﴿إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ﴾ فلا يتوب عليهم، ويموتون بلا توبة؛ ويعرضهم للعذاب الأكبر يوم القيامة ﴿وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ﴾ فيتوبون إلى ربهم، ويحسنون أعمالهم؛ قال تعالى: ﴿ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ﴾ ﴿وَاللَّهُ عَلِيمٌ﴾ بخلقه ﴿حَكِيمٌ﴾ في صنعه؛ فيعلم من يستحق منهم العفو، ممن لا يستحق
﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِداً ضِرَاراً﴾ مضارة. أي بقصد الإضرار بالمؤمنين. وهم أناس من المنافقين. قيل: كانوا اثني عشر رجلاً، وقصدوا ببنائه الإضرار بالذين بنوا مسجد قباء ﴿وَإِرْصَاداً﴾ إعداداً وترقباً ﴿لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾ من الكفار والمنافقين ﴿وَلَيَحْلِفَنَّ إِنْ أَرَدْنَا﴾ ما أردناه ببناء هذا المسجد ﴿إِلاَّ الْحُسْنَى﴾ والتوسعة على المصلين.


الصفحة التالية
Icon