﴿إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً﴾ فيجازي كل واحد بما عمل ﴿وَعْدَ اللَّهِ حَقّاً﴾ إنه لا يخلف الميعاد ﴿إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ﴾ بالإنشاء ﴿ثُمَّ يُعِيدُهُ﴾ بالإحياء يوم القيامة ﴿بِالْقِسْطِ﴾ بالعدل ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ﴾ الحميم: الماء المغلي الشديد الحرارة
﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَآءً﴾ تضيء للكائنات ﴿وَالْقَمَرَ نُوراً﴾ ينير للموجودات ﴿وَقَدَّرَهُ﴾ أي قدر القمر من حيث سيره ﴿مَنَازِلَ﴾ ثمانية وعشرين منزلاً، لثمان وعشرين ليلة؛ ويستتر ليلة - إذا كان الشهر تسعة وعشرين يوماً - أو ليلتين - إذا كان ثلاثين يوماً
﴿لِتَعْلَمُواْ﴾ بواسطة الشمس والقمر، واختلاف الليل والنهار؛ أو بواسطة تلك المنازل ﴿عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ﴾ حساب الشهور والأيام والأعوام ﴿مَا خَلَقَ اللَّهُ ذلِكَ﴾ الكون، وما فيه من آيات بينات ﴿إِلاَّ بِالْحَقِّ﴾ إلا بالحكمة والصواب، وإظهار بدائع الصنع، ودلائل القدرة والعلم ﴿يُفَصِّلُ الآيَاتِ﴾ يبينها ويوضحها ﴿لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾ يتدبرون، ويتوصلون بعلمهم إلى ما في الكون من أسرار
﴿إِنَّ فِي اخْتِلاَفِ الْلَّيْلِ وَالنَّهَارِ﴾ بالذهاب والمجيء، والإظلام والإنارة، والنقصان والزيادة ﴿وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ من بدائع صنعه، وعجائب مخلوقاته؛ إن في كل ذلك ﴿لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَّقُونَ﴾ الله؛ فيؤمنون به، ويتدبرون في مصنوعاته
﴿إَنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا﴾ أي لا يؤمنون بالبعث (أنظر مبحث «التعطيل» بآخر الكتاب) ﴿وَرَضُواْ﴾ سكنوا إليها، ولم يعملوا للآخرة
﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ﴾ أي يهديهم مولاهم بسبب إيمانهم. لأنهم ليسوا كالذين انصرفوا فصرف قلوبهم، أو زاغوا فأزاغها
﴿دَعْوَاهُمْ فِيهَا﴾ دعاؤهم في الجنة
-[٢٤٧]- ﴿سُبْحَانَكَ﴾ تقدست وتعاليت. (انظر آية صلى الله عليه وسلّم من سورة الإسراء) ﴿وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ﴾ نهاية مطلبهم، أو خاتمة دعائهم، أو آخر قولهم؛ حينما تتحقق سعادتهم ﴿أَنِ الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ «الذين هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله» ﴿أَيُّ﴾ لو يعجل الله للناس الشر - الذي استحقوه بارتكاب المعاصي والآثام - بقدر استعجالهم للخير - الذي يظنون أنهم استوجبوه بأعمالهم - لأهلكهم جميعاً


الصفحة التالية
Icon