﴿وَاللَّهُ يَدْعُو﴾ إلى الإيمان به، والعمل الصالح؛ وكلاهما موصل ﴿إِلَى دَارِ السَّلاَمِ﴾ إلى الجنة؛ لأنها ممتلئة أمناً وخيراً، وسعادة وسلاماً؛ ولأنها هي «دار السلام» ﴿وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ﴾ ويقال لهم: ﴿ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ﴾ والمنعم بها تعالى اسمه «السلام»
﴿لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ﴾ في هذه الدنيا ﴿الْحُسْنَى﴾ الجنة؛ جزاء لإحسانهم ﴿وَزِيَادَةٌ﴾ هي مضاعفة حسناتهم إلى ما لا نهاية له وقد ورد في الحديث الشريف: أن الزيادة؛ هي النظر إلى وجه الله تعالى ﴿وَلاَ يَرْهَقُ﴾ لا يغشى ﴿وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ﴾ غبرة وسواد؛ كشأن أهل النار ﴿وَلاَ ذِلَّةٌ﴾ هوان وخزي؛ كالذلة والمهانة التي تعتري أهل الجحيم
﴿وَالَّذِينَ كَسَبُواْ السَّيِّئَاتِ﴾ عملوها ﴿جَزَآءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا﴾ أي بعقوبة تماثلها في الجرم ﴿وَتَرْهَقُهُمْ﴾ تغشاهم ﴿ذِلَّةٌ﴾ خزي وهوان وفضيحة ﴿مَّا لَهُمْ مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ﴾ مانع، وواق؛ يمنع عنهم عذابه، ويقيهم ناره ﴿كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ﴾ غطيت ﴿وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِّنَ الْلَّيْلِ مُظْلِماً﴾ أي صارت وجوههم سوداء كقطع الليل المظلم
﴿ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ مَكَانَكُمْ﴾ أي ألزموا مكانكم لا تبرحوه؛ حتى تروا ما يحل بكم ﴿أَنتُمْ وَشُرَكَآؤُكُمْ﴾ الذين كنتم تعبدونهم ﴿فَزَيَّلْنَا﴾ فرقنا وميزنا ﴿بَيْنَهُمْ﴾ وبين المؤمنين. وهو كقوله تعالى ﴿وَامْتَازُواْ الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ﴾
﴿هُنَالِكَ﴾ أي في ذلك اليوم ﴿تَبْلُواْ﴾ من الابتلاء، وقرىء «تتلو» من التلاوة ﴿كُلُّ نَفْسٍ مَّآ أَسْلَفَتْ﴾ ما قدمت من عمل
-[٢٥١]- ﴿وَرُدُّواْ إِلَى اللَّهِ مَوْلاَهُمُ﴾ إلههم وسيدهم ﴿الْحَقِّ﴾ الذي لا إله غيره، ولا سيد سواه، ولا شريك له ﴿وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ﴾ أي غابت عنهم آلهتهم التي كانوا يزعمونها؛ فلم تشفع لهم عندالله، ولم تمنع عنهم عذابه


الصفحة التالية
Icon