﴿فَهَلْ يَنتَظِرُونَ﴾ بتكذيبك ومخالفتك ﴿إِلاَّ مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْاْ﴾ أي الذين مضوا من الأمم الذين كذبوا؛ فنزل بهم العذاب ﴿فَلاَ أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ﴾ غيره ﴿وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ﴾ يميتكم باستيفاء آجالكم في الدنيا
﴿وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ﴾ أي استقم واتجه بكليتك ﴿لِلدِّينِ﴾ الذي أمرت باتباعه؛ ولا تلتفت إلى ما عداه ﴿حَنِيفاً﴾ مائلاً إلى الإسلام
﴿وَلاَ تَدْعُ﴾ لا تعبد ﴿مِّن دُونِ اللَّهِ﴾ غيره ﴿مَا لاَ يَنفَعُكَ﴾ إن دعوته وعبدته ﴿وَلاَ يَضُرُّكَ﴾ إن كفرته وتركته ﴿فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِّنَ الظَّالِمِينَ﴾ الخطاب للرسول الكريم صلوات الله تعالى وسلامه عليه؛ والمراد به أمته؛ لأنه هو صاحب الدين الحنيف، الداعي إليه، الهادي له، وهو الآمر بالتوحيد، الحاث عليه، الناهي عن الشرك، المحطم له وفقنا الله تعالى إلى حسن اتباعه، وحشرنا في زمرته؛ بفضله ورحمته
﴿وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ﴾ مرض، وشدة ﴿فَلاَ كَاشِفَ لَهُ﴾ أي لا كاشف لهذا الضر ﴿إِلاَّ هُوَ﴾ وحده ﴿وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ﴾ عافية ويسر ﴿فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ﴾ أي بالخير، أو بكل ما أراد من خير وشر ﴿مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ﴾ جزاء، أو ابتلاء
﴿قُلْ يأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَآءَكُمُ الْحَقُّ﴾ القرآن - الذي هو حق كله - ﴿مِن رَّبِّكُمْ فَمَنُ اهْتَدَى﴾ به
-[٢٦٢]- ﴿فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ﴾ لأن ثواب هدايته عائد إليها ﴿وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا﴾ لأن إثم ضلاله واقع عليها ﴿وَمَآ أَنَاْ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ﴾ فألزمكم بالإيمان، وأجبركم على الهدى.


الصفحة التالية
Icon