﴿قَالَتْ يوَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ﴾ ونسيت حيضها؛ الذي هو من علامات الاستعداد للحمل ﴿وَهَذَا بَعْلِي شَيْخاً﴾ أي عجوزاً؛ لا ينجب مثله الأبناء ﴿إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ﴾ قدرته؛ وهو إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون
﴿رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ﴾ أهل بيت إبراهيم، بيت النبوة ﴿إِنَّهُ حَمِيدٌ﴾ محمود في كل ما يعمل ﴿مَّجِيدٌ﴾ كثير الخير والإحسان
﴿فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ﴾ الخوف من الأضياف وعدم تناولهم طعامه، وعلم أنهم رسل ربه جل شأنه ﴿يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ﴾ وذلك إنه لما علم من ملائكة الرحمن أنهم جاءوا لإهلاك قوم لوط: مسه الفزع والانزعاج؛ وقال لهم: أرأيتم لو كان في قرية لوط خمسون مؤمناً أتهلكونها؟ قالوا: لا. قال: فأربعون؟ قالوا: لا. قال: فثلاثون؟ قالوا: لا. حتى بلغ العشرة؛ قالوا: لا. قال: أرأيتم إن كان فيها مسلم واحد أتهلكونها؟ قالوا: لا. قال: إن فيها لوطاً. قالوا: نحن أعلم بمن فيها، لننجينه وأهله
﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ﴾ كثير التأوه والخوف من الله تعالى ﴿مُّنِيبٌ﴾ راجع إليه تعالى
﴿يإِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَآ﴾ الجدال ﴿إِنَّهُ قَدْ جَآءَ أَمْرُ رَبَّكَ﴾ بإهلاك قوم لوط ﴿وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ﴾ بجدالك عنهم، أو بشفاعتك لهم
﴿وَلَمَّا جَآءَتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ﴾ أي ساءه مجيؤهم ﴿وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً﴾ يقال: ضاق ذرعه بالأمر؛ إذا لم يطقه ولم يتحمله ﴿وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ﴾ شديد الشر والمكاره وذلك لأنه ظن رسل ربه أضيافاً؛ وخاف إذاية قومه لهم
﴿وَجَآءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ﴾ يسرعون ﴿إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُواْ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ﴾ وهي إتيان الذكران في الأدبار؛ وقد انفرد بهذا الجرم من بني الإنسان: من انحط عن مرتبة الحيوان وحد هذا الجرم: الإلقاء من حالق، أو جبل شاهق؛ ليكون عبرة لغيره، ونكالاً لمثله
﴿قَالَ﴾ لوط لقومه ﴿يقَوْمِ هَؤُلاءِ بَنَاتِي﴾ أي بنات أمته - لأن كل نبي أب لأمته - لأنه لا يصح أن يتزوج الأشرار الأخيار؛ فما بالك ببنات الأنبياء ﴿هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ﴾ بالزواج ﴿فَاتَّقُواْ اللًّهَ وَلاَ تُخْزُونِ﴾ لا تفضحوني ﴿أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ﴾ عاقل؛ يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر
﴿قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً﴾ أستطيع أن أدفع أذاكم بها
-[٢٧٤]- ﴿أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ﴾ عشيرة تنصرني عليكم، وتقيني شروركم وحين سمع ملائكة الله تعالى تحسر لوط على ضعفه وانقطاعه


الصفحة التالية
Icon