﴿إِنَّكَ لأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ﴾ قولهم هذا إما أن يكون على سبيل التهكم والاستهزاء؛ وإما أن يكون بمعنى: كيف تقول ذلك وأنت المشتهر بالحلم والرشد
﴿قَالَ يقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ﴾ برهان وحجة ﴿مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً﴾ النبوة والرسالة، أو ﴿رِزْقاً حَسَناً﴾ حلالاً، لا نقص فيه ولا بخس ﴿وَمَآ أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَآ أَنْهَاكُمْ عَنْهُ﴾ أي لا أريد بنهيكم هذا أن أسبقكم إلى شهواتكم وضلالاتكم التي أنهاكم عنها ﴿إِنْ أُرِيدُ﴾ ما أريد ﴿إِلاَّ الإِصْلاَحَ﴾ لكم ﴿مَا اسْتَطَعْتُ﴾ أي مدة استطاعتي وقدرتي على ذلك ﴿وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ﴾ في سائر أموري. (انظر آية ٨١ من سورة النساء) ﴿وَإِلَيْهِ أُنِيبُ﴾ أرجع
﴿وَيقَوْمِ لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ﴾ لا يكسبنكم ﴿شِقَاقِي﴾ مخالفتي ﴿أَن يُصِيبَكُم﴾ العذاب ﴿مِّثْلُ مَآ أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ﴾ وقد أهلكوا بالغرق ﴿أَوْ قَوْمَ هُودٍ﴾ وقد أهلكوا بالريح العقيم ﴿أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ﴾ وقد أهلكوا بالرجفة ﴿وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ﴾ لقرب زمنهم من زمنكم، أو ديارهم من دياركم؛ وقد أهلكوا بالاستئصال، فجعل عالي قراهم سافلها، وأمطروا حجارة من سجيل
﴿وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ﴾ بمن يؤمن به ﴿وَدُودٌ﴾ كثير الود لمن والاه
﴿وَلَوْلاَ رَهْطُكَ﴾ عشيرتك
﴿قَالَ يقَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَآءَكُمْ ظِهْرِيّاً﴾ أي اتخذتم الله وراء ظهوركم؛ فلم تتبعوا دينه، ولم تعبأوا بأوامره ونواهيه.
-[٢٧٦]- ﴿إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ﴾ علماً فمجازيكم عليه