﴿يَآأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ﴾ على قضاء حوائجكم الدنيوية والأخروية ﴿بِالصَّبْرِ﴾ على الطاعة، وعن المعصية، وعلى الأمور الشاقة ﴿والصَّلاَةِ﴾ وكيف لا يستعان بها؛ وهي مرضاة رب العالمين، ومناجاة أكرم الأكرمين؛ ومفرجة كرب المكروبين «كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة»
﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ﴾ لنختبرنكم ﴿بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ﴾ من العدو ﴿وَالْجُوعِ﴾ القحط ﴿وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ﴾ بالفقر وتقدير الرزق ﴿وَالأَنفُسِ﴾ بالموت والأمراض ﴿وَالثَّمَرَاتِ﴾ بالحوائج والآفات الزراعية بذلك لننظر أتصبرون أم تكفرون
﴿الَّذِينَ إِذَآ أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا للَّهِ﴾ ملكاً وخلقاً وعبيداً ﴿وَإِنَّآ إِلَيْهِ رَاجِعونَ﴾ فيجزينا أجر ما أصابنا
عن النبي: «ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول: إن الله وإنا إليه راجعون، اللهم آجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها؛ إلا آجره الله في مصيبته وأخلف له خيراً منها» وقد ورد عن أم المؤمنين أم سلمةرضي الله تعالى عنها؛ أنه لما توفي زوجها أبو سلمة رضي الله تعالى عنه: قالت - في نفسها ـ: ومن خير من أبي سلمة؟ رجل شهد المشاهد مع رسولالله، وفاز بصحبته، وحظي بمحبته؛ ولكنها استرجعت، ودعت الله كما جاء في الحديث: فخطبها رسولالله؛ فكان نعم الخلف وعنه أيضاً «ما يصيب المسلم من نصب، ولا وصب، ولا همّ، ولا حزن، ولا أذى، ولا غم حتى الشوكة يشاكها؛ إلا كفر الله بها من خطاياه»
﴿أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ﴾ الصلاة من الله تعالى: المغفرة
﴿إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ﴾ هما جبلان بمكة شرفها الله تعالى ﴿مِن شَعَآئِرِ اللَّهِ﴾ أعلام مناسكه ﴿اعْتَمَرَ﴾ زار ﴿فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ﴾ لا حرج، ولا إثم عليه ﴿أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا﴾ أي بالصفا والمروة؛ بأن يسعى بينهما سبعاً ﴿وَمَن تَطَوَّعَ﴾ زاد على ذلك ﴿خَيْراً﴾ أي بخير؛ بأن أراد زيادة التقرب إلى الله تعالى بالنوافل ﴿فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ﴾ له ما زاد، مجاز عليه ﴿عَلِيمٌ﴾ بظواهره وسرائره


الصفحة التالية
Icon