﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَآ أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ﴾ من الكفر إلى الإيمان، ومن الجهل إلى العلم (انظر آية ١٧ من سورة البقرة) ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ﴾ أي أنذرهم بوقائعه التي وقعت للأمم الكافرة قبلهم، أو ذكرهم بأيام نعمه عليهم؛ من تظليل الغمام، وإنزال المن والسلوى، وغير ذلك من النعم التي لا تحصى ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ﴾ التذكير ﴿لآيَاتٍ﴾ دلالات ﴿لِّكُلِّ صَبَّارٍ﴾ كثير الصبر على الطاعة وعن المعصية ﴿شَكُورٍ﴾ كثير الشكر لربه على ما أولاه
﴿يَسُومُونَكُمْ﴾ من سامه خسفاً: إذا أولاه ظلماً وذلاً ﴿سُوءُ الْعَذَابِ﴾ أسوأه وأقبحه وأشده ﴿وَيَسْتَحْيُونَ نِسَآءَكُمْ﴾ يستبقونهن وقيل: يفعلون بهن ما يخل بالحياء ﴿وَفِي ذَلِكُمْ بَلاءٌ﴾ محنة
﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ﴾ أعلم. وهي أيضاً بمعنى: «قال» وبها قرأ ابن مسعود رضي الله تعالى عنه ﴿لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ﴾ براً وخيراً ﴿وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾ عبر تعالى عن عدم الشكر بالكفر؛ لما فيهما من أوجه الشبه: فالكافر منكر للإله، وهذا منكر لنعم الإله؛ فكلاهما في الكفر سواء وحقاً إن من يعرف الإله وينكر نعمه؛ لأشد كفراً ممن لا يعرفه أصلاً جعلنا الله تعالى من عباده الشاكرين
﴿فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ﴾ عن سائر خلقه ﴿حَمِيدٌ﴾ محمود في صنعه بهم
﴿وَعَادٌ﴾ قوم هود ﴿وَثَمُودُ﴾ قوم صالح ﴿جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ﴾ بالآيات الظاهرات، والحجج الواضحات ﴿فَرَدُّواْ أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ﴾ أي عضوا أناملهم من شدة الغيظ. وقيل: ردوا أيديهم في أفواه الرسل؛ ليمنعوهم من الكلام.


الصفحة التالية
Icon