﴿وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ﴾ أي قد أحطنا بالخلق علماً من لدن آدم إلى قيام الساعة
﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ﴾ طين يابس؛ تسمع له صلصلة إذا ضرب عليه ﴿مِّنْ حَمَإٍ﴾ طين أسود ﴿مَّسْنُونٍ﴾ متغير منتن
﴿وَالْجَآنَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ﴾ هي نار لا دخان لها؛ تنفذ من المسام، وتسري مع الريح ﴿﴾ أتممت خلقته
﴿فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ﴾ ذهب الأكثرون إلى أنه سجود تحية بالانحناء فحسب؛ ويأبى ذلك قوله تعالى: «فقعوا» لأنه أمر بالوقوع متلبسين بالسجود، وذهب بعضهم إلى أنه امتحان للملائكة، واختبار لطاعتهم؛ لأنهم - بلا شك - نوع أرقى من النوع الإنساني؛ وليثبت تعالى للملإ حسن طاعتهم، ومزيد انقيادهم؛ وأنهم ﴿لاَّ يَعْصُونَ اللَّهَ مَآ أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ (انظر آية ٢٢ من سورة التكوير)
﴿قَالَ﴾ الله تعالى مخاطباً إبليس اللعين؛ ليقطع الشك باليقين أمام سائر المخلوقين؛
قال ﴿يإِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ﴾ الذين سجدوا إطاعة لأمري، وتنفيذاً لقضائي فابتدأ اللعين، في مجادلة رب العالمين، وأحكم الحاكمين
﴿قَالَ لَمْ أَكُن لأَسْجُدَ لِبَشَرٍ﴾ أقل مرتبة مني؛ إذ ﴿خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ﴾ طين يابس؛ تسمع له صلصة إذا ضرب عليه ﴿مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ﴾ طين أسود متغير؛ وقد خلقتني من نار؛ والنار أفضل من الطين
﴿قَالَ﴾ تعالى ﴿فَاخْرُجْ مِنْهَا﴾ أي من الجنة؛ فلست أهلاً للبقاء في النعيم ﴿فَإِنَّكَ رَجِيمٌ﴾ مطرود
﴿وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ﴾ يوم الجزاء: يوم القيامة
﴿قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي﴾ أخرني وأمهلني
﴿قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ﴾ المؤخرين


الصفحة التالية
Icon