﴿وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً﴾ أي على ما لم تعلم حقيقة خبره
﴿لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً﴾ عظيماً منكراً
﴿وَلاَ تُرْهِقْنِي﴾ تكلفني ﴿مِنْ أَمْرِي عُسْراً﴾ مشقة؛ بل عاملني بالعفو واليسر
﴿قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً﴾ طاهرة، بريئة من الذنب ﴿لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُّكْراً﴾ عظيماً منكراً.
﴿قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْراً﴾ أي قد قام عذرك في مطالبتي بعدم مصاحبتك؛ كما قطعت على نفسي
﴿اسْتَطْعَمَآ أَهْلَهَا﴾ طلبا منهم أن يطعماهما على سبيل الضيافة
-[٣٦٢]- ﴿فَأَبَوْاْ أَن يُضَيِّفُوهُمَا﴾ لبخل فاش فيهم. والبخل من أحط الصفات المذمومة؛ خاصة إذا كان بالطعام لقوم جياع قد طلبوه بأنفسهم والبخل: يمحو سائر الحسنات، كما أن السخاء يمحو السيئات} أي جداراً آيلاً للسقوط فبناه. من هنا يعلم أن الإحسان يجب على المحسن؛ لمن أحسن أو أساء، وأنه يبذل من غير مقابل ومن عجب أنا نرى النفوس الشريرة تقابل الإحسان بالإساءة، وتجزي الخير بالشر ﴿قَالَ﴾ موسى للخضر عليهما السلام ﴿لَوْ شِئْتَ لاَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ﴾ أي على بناء الجدار ﴿أَجْراً﴾ نطعم به؛ لأنهم أبوا مجاملتنا بقليل الطعام؛ فكيف نجاملهم بهذا العمل الكبير الخطير؟