﴿فَقَالَ لأَهْلِهِ﴾ أي لامرأته؛ وهي ابنة شعيب عليهما السلام ﴿إِنِّي آنَسْتُ﴾ أي أبصرت ﴿نَاراً لَّعَلِّي آتِيكُمْ مِّنْهَا بِقَبَسٍ﴾ القبس: قطعة من النار ﴿أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى﴾ أي أناساً يهدونني الطريق
﴿فَلَمَّآ أَتَاهَا﴾ أي أتى موسى النار {نُودِيَ يمُوسَى *
إِنِّي أَنَاْ رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ} المطهر ﴿طُوًى﴾ اسم للوادي؛ وهو بالشام
﴿وَأَنَا اخْتَرْتُكَ﴾ من بين سائر خلقي؛ لحمل رسالتي ﴿فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى﴾ أي لما أوحي به إليك
﴿إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ﴾ فاعلم أنه ﴿لا إِلَهَ إِلا أَنَاْ فَاعْبُدْنِي﴾ وحدي ﴿وَأَقِمِ الصَّلاَةَ لِذِكْرِي﴾ أي لتذكرني فيها، أو لأذكرك في عليين إذا أقمتها، أو إذا نسيتها وتذكرت فصلِّ؛ قال سيد الخلق عليه الصلاة والسلام: «من نام عن صلاة أو نسيها؛ فليصلها إذا ذكرها؛ فإن الله عز وجل يقول: ﴿إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ﴾
﴿إِنَّ السَّاعَةَ﴾
القيامة ﴿آتِيَةٌ﴾ لا ريب فيها ﴿أَكَادُ أُخْفِيهَا﴾ من نفسي؛ وقد أخفاها الله تعالى عن رسله، وأنبيائه؛ بل عن ملائكته المقربين؛ وفيهم من يقوم بالنفخ في الصور، وطي السماء، وتسيير الجبال، وتسجير البحار، وتسعير الجحيم، وإزلاف الجنة
﴿فَلاَ يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا﴾ أي لا يصرفنك عن الإيمان بها ﴿مَن لاَّ يُؤْمِنُ بِهَا﴾ من الكفرة الفجرة ﴿وَاتَّبَعَ هَوَاهُ﴾ أطاع نفسه وشيطانه (انظر آية ١٧٦ من سورة الأعراف) ﴿فَتَرْدَى﴾ فتهلك
﴿وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ﴾ ضع كفك اليمنى تحت إبطك الأيسر؛ مكان الجناح
-[٣٧٧]- ﴿تَخْرُجْ بَيْضَآءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ﴾ أي بياضاً نورانياً، لا بياضاً مرضياً؛ كبرص ونحوه ﴿آيَةً أُخْرَى﴾ أي معجزة أخرى لك، وآية دالة على نبوتك، والآية الأولى: العصا وانقلابها حية


الصفحة التالية
Icon