﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى﴾
هما الترنجبين والسماني. أو هو كل ما يمن به من أطايب الرزق، وما يتسلى به من المأكول والفاكهة؛ وقلنا لهم
﴿كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ﴾ أي من الرزق الحلال الطيب الذي رزقناكموه (انظر آيتي ١٧٢ من البقرة، و٥٨ من الأعراف) ﴿وَلاَ تَطْغَوْاْ فِيهِ﴾ لا تكفروا بالنعمة، ولا تدخلوا فيما طعمتم الشبهات ﴿وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى﴾ سقط في العذاب
﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحَاً ثُمَّ اهْتَدَى﴾ أي إن من شرائط الغفران: التوبة، والإيمان، والعمل الصالح، والاهتداء
﴿وَمَآ أَعْجَلَكَ عَن قَومِكَ يمُوسَى﴾ أي أي شيء حملك على أن تسبقهم، وتدعهم عرضة للأهواء وقد كان موسى عليه الصلاة والسلام أقام هرون على بني إسرائيل؛ على أن يسير بهم في إثره
﴿قَالَ هُمْ أُوْلاءِ عَلَى أَثَرِي﴾ أي ها هم سائرون خلفي، أو هم منتظرون عودتي إليهم بأوامرك ﴿وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى﴾ طالباً لمرضاتك، مشتاقاً لملاقاتك
﴿قَالَ﴾ تعالى ﴿فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ﴾ اختبرناهم وامتحناهم ﴿مِن بَعْدِكَ﴾ بعد فراقك لهم ﴿وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ﴾ هو موسىبن ظفر: كان منافقاً؛ وقد أضلهم بدعوتهم إلى عبادة العجل
﴿فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً﴾ أي حزيناً؛ والأسف: الحزن، والغضب. قال تعالى: ﴿فَلَمَّآ آسَفُونَا﴾ أي أغضبونا
﴿قَالُواْ مَآ أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا﴾ بقدرتنا، أو بأمرنا ﴿وَلَكِنَّا حُمِّلْنَآ أَوْزَاراً مِّن زِينَةِ الْقَوْمِ﴾ أي أثقالاً من الذهب والفضة ﴿فَقَذَفْنَاهَا﴾ طرحناها في النار ﴿فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ﴾ الحلي التي معه؛ كما ألقينا
﴿فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً﴾ أي صنع لهم السامري عجلاً من ذهب ﴿لَّهُ خُوَارٌ﴾
صوت كصوت البقر. قيل: صنع به ثقوباً وفتحات؛ إذا دخلها الهواء صار له صوت كالخوار. وقيل: دبت في العجل الحياة؛ بسبب قبضة التراب التي أخذها السامري من أثر جبريل عليه الصلاة والسلام وألقاها على العجل الذهبي ﴿فَقَالُواْ﴾ أي السامري وأصحابه لقوم موسى ﴿فَنَسِيَ﴾ أي فنسي السامري ما كان عليه من إظهار الإيمان. أو المراد: هذا العجل هو إلهكم وإله موسى؛ فنسيه موسى هنا، وذهب يطلبه عند الطور، أو نسي أن يخبركم به
﴿أَفَلاَ يَرَوْنَ﴾ عبدة هذا العجل ﴿أَلاَّ يَرْجِعُ﴾ أنه لا يرجع ﴿إِلَيْهِمْ قَوْلاً﴾ لا يرد عليهم جواباً
﴿وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِن قَبْلُ يقَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُمْ بِهِ﴾ أي ابتليتم وأضللتم بالعجل
﴿قَالُواْ لَن نَّبْرَحَ﴾ أي لن نزال ﴿عَلَيْهِ عَاكِفِينَ﴾ مقيمين ﴿حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى﴾ فلما رجع موسى، ورأى ما حل بهم: اتجه إلى أخيه هرون؛ الذي استخلفه عليهم حال غيبته؛ و
﴿قَالَ﴾ له ﴿يهَرُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّواْ﴾ عن سبيل الله، وعبدوا ما لا يعبد


الصفحة التالية
Icon