﴿تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ﴾ تحرقها ﴿كَالِحُونَ﴾ عابسون منقبضون
﴿أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ﴾ أي يقال لهم ذلك
﴿قَالُواْ رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا﴾ أي تغلبت علينا أهواؤنا وشهواتنا. وسميت شقوة: لأنها مؤدية إليها. وذهب قوم - غفر الله تعالى لهم - إلى أن المعنى: غلب علينا ما كتب علينا من الشقاء؛ في حين أنه لم يكتب عليهم سوى ما علم أنهم يفعلونه بمحض اختيارهم؛ فليسوا مغلوبين ولا مضطرين
﴿قَالَ اخْسَؤواْ فِيهَا﴾ أي ابعدوا في النار أذلاء يقال: خسأ الكلب: طرده
﴿فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً﴾ أي سخرتم منهم، واستهزأتم بهم ﴿حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي﴾ لانشغالكم بالاستهزاء بهم عن تذكري ﴿وَكُنْتُمْ مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ﴾ إذا ذكروني وعبدوني
﴿إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُواْ﴾ أي بصبرهم على إذايتكم ﴿أَنَّهُمْ هُمُ الْفَآئِزُونَ﴾ بنعيمي
﴿قُلْ﴾ الملك المكلف بسؤالهم ﴿كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ﴾ قيل: السائل لهم مالك عليه السلام: خازن النار
﴿قَالُواْ لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ﴾ استقصروا مدة لبثهم في الدنيا؛ لما نالهم في الآخرة من العذاب الأليم، ولما استعجلوه في الدنيا من ملذات
﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ﴾ في الدنيا ﴿عَبَثاً﴾ وأنكم تعيثون في الأرض فساداً ولا تصلحون، وتعبدون من الأصنام والأوثان ما تشاءون، وتذرون ربكم أحسن الخالقين ﴿وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ﴾ فنحاسبكم على ما جنيتم، ونؤاخذكم على ما كسبتم قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ﴾
﴿فَتَعَالَى اللَّهُ﴾ تنزه وتقدس
-[٤٢٢]- ﴿الْمَلِكُ الْحَقُّ﴾ الذي ﴿لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ﴾ ولا معبود سواه