﴿الزَّانِي لاَ يَنكِحُ﴾ لا يتزوج ﴿إِلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً﴾ أي أن الواجب ألا تزوج المسلمات العفيفات للزاني الفاجر، بل له أن يتزوج زانية مثله، أو مشركة تليق بشاكلته. ﴿وَالزَّانِيَةُ لاَ يَنكِحُهَآ﴾ لا يتزوجها ﴿إِلاَّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ﴾ أي يجب ألا يتزوج الحر العفيف زانية فاجرة وقد قال بعض الفقهاء بوجوب التفريق بين العفيفة إذا تزوجت بزان؛ لأنه غير كفء لها
﴿وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ﴾ أي يقذفون العفائف المسلمات: بأن يرموهن بالزنا كيداً وظلماً ﴿وَلاَ تَقْبَلُواْ لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً﴾ بعد أن ثبت فسقهم وزورهم؛ هذا ولا تقبل شهادتهم - ولو بعد توبتهم - للتأبيد الوارد في الآية «أبداً» أما قوله تعالى:
﴿إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذلِكَ﴾ فهو استثناء من قوله تعالى: ﴿وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ ولا يعمل الاستثناء فيما قبل ذلك؛ وإلا لتناول الجلد أيضاً؛ وهو حد من حدود الله تعالى؛ لا يسقط بالتوبة
﴿فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ﴾ وذلك بأن يقول أربع مرات: أشهد ب الله أني لمن الصادقين فيما رميت به زوجتي
﴿وَالْخَامِسَةَ﴾ أي يقول في الخامسة: عليّ لعنة الله تعالى إن كنت من الكاذبين
﴿وَيَدْرَؤُاْ﴾ يدفع ﴿عَنْهَا الْعَذَابَ﴾ الرجم الذي استحق عليها بشهادة زوجها ﴿أَن تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ﴾ بأن تقول أربع مرات: أشهد ب الله أن زوجي لمن الكاذبين.
وتقول في الخامسة: وعليّ غضب الله تعالى إن كان من الصادقين وباللعان هذا تحصل الفرقة الأبدية بين الزوجين: فلا يحل أحدهما للآخر أبد الدهر؛ فلا يجتمعان. ولا يتوارثان. وكيف يمسكها وهي بغي؟ أو كيف ترضى به وقد رماها بأقبح ما ترمى به امرأة، وأسوأ ما ينسب إلى حليلة؟
﴿إِنَّ الَّذِينَ جَآءُوا بِالإِفْكِ﴾ الإفك: أسوأ الكذب؛ وقد كذبوا على أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها، ورموها بما هي منه براء
-[٤٢٤]- ﴿وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ﴾ أي تحمل معظم الإثم، وخاض أكثر الخوض. والكبر: الإثم الكبير ومعظم الشيء. وقرىء «كبره» بضم الكاف. والمقصود به عبد الله ابن أُبيبن سلول، وقيل: حسانبن ثابت. ولكنه رضي الله تعالى عنه كذب ما أشيع عنه بقصيدة عصماء نفى بها ما أشيع وأذيع، وأثنى على عائشة رضي الله تعالى عنها بما هي أهل له قال فيها:
حصان رزان ما تزن بريبة
وتصبح غرثى من لحوم الغوافلحليلة خير الناس ديناً ومنصباً
نبي الهدى والمكرمات الفواضلمهذبة قد طيب الله خيمها
وطهرها من كل شين وباطل


الصفحة التالية
Icon