﴿لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مُعْجِزِينَ﴾ أي لا نقدر على مؤاخذتهم والنيل منهم.
أي لا يجوز أن يدخل عليكم خدمكم، ولا أطفالكم بدون استئذان في هذه الأوقات الثلاثة: وهي قبل صلاة الفجر؛ لأنه وقت طرح ثياب النوم واستبدالها بغيرها، وحين تخلعون ثيابكم لتناموا ظهراً؛ لأنه وقت القائلة وتخفيف الثياب، ومن بعد صلاة العشاء؛ لأنه وقت التجرد من الثياب
﴿ثَلاَثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ﴾ أي هذه الأوقات المذكورة «ثلاث عورات لكم» لأنكم تحتاجون فيها إلى خلع الثياب؛ وبذلك يبدو منكم ما تحرصون على ستره، وتكرهون أن يراه أحد من الناس وقيل: أصل العورة من العار؛ وذلك لما يلحق في ظهورها من العار والمذمة (انظر آية ٨ من سورة النساء) ﴿لَيْسَ عَلَيْكُمْ﴾ جناح في ترك دخول خدمكم عليكم بغير استئذان؛ في غير هذه الأوقات الثلاثة ﴿وَلاَ﴾ حرج ﴿عَلَيْهِمْ﴾ في دخولهم عليكم. وهذا الحكم قبل أن تكون للبيوت أبواب أو ستور؛ أما عند وجود الأبواب أو الستر؛ فالإذن واجب في كل الأوقات، وسائر الحالات ﴿طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ﴾ يعني الخدم يطوفون عليكم بحوائج البيت، وتطوفون عليهم بطلب ما يلزمكم
﴿فَلْيَسْتَأْذِنُواْ﴾ أي في كل الأوقات ﴿كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ﴾ بلغوا الحلم ﴿مِن قَبْلِهِمْ﴾ وهم الذين تناولتهم الأحكام السابقة


الصفحة التالية
Icon