﴿فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ﴾ أي كذبتكم الآلهة التي تزعمونها، وتبرأت منكم ﴿فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفاً﴾ دفعاً للعذاب عنكم ﴿وَلاَ نَصْراً﴾ ولا أحداً ينصركم علىالله، ويمنعكم عذابه الذي قضاه لكم ﴿وَمَن يَظْلِم﴾ يشرك
﴿لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ﴾ كما تأكل ﴿وَيَمْشُونَ فِي الأَسْوَاقِ﴾
كما تمشي؛ فلست بدعاً من الرسل؛ بل أنت واحد منهم ﴿وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً﴾ أي بلية: ابتلى الفقير بالغني، والمريض بالصحيح، والوضيع بالشريف؛ فيقول الفقير: ما لي لا أكون غنياً؟ ويقول المريض: ما لي لا أكون صحيحاً؟ ويقول الوضيع: ما لي لا أكون شريفاً؟ وذلك الابتلاء لينظر تعالى ﴿أَتَصْبِرُونَ﴾ على ما ابتليتم به، أم تكفرون؟ ﴿وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً﴾ بعباده، عالماً بما سيؤول إليه أمرهم وحالهم
﴿وَقَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا﴾ لا يؤمنون بالآخرة ﴿لَوْلاَ﴾ هلا ﴿وَعَتَوْا﴾ طغوا
﴿يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلاَئِكَةَ﴾ يوم القيامة؛ لأنهم لا يرونهم إلا يومها؛ ويومذاك ﴿لاَ بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ﴾ الكافرين؛ بل لهم العذاب والخزي والحرمان ولا تكون البشرى إلا لصالحي المؤمنين ﴿وَيَقُولُونَ﴾ أي يقول الملائكة ﴿حِجْراً مَّحْجُوراً﴾ أي حراماً محرماً أن يبشر أو يدخل الجنة؛ إلا من قال: لا إله إلاالله، وقام بحقها. وقيل: هو من قول الكافرين؛ بمعنى: عوذاً معاذاً؛ يستعيذون من الملائكة الذين يدفعونهم إلى جهنم، ويدعونهم إلى نارها
﴿وَقَدِمْنَآ إِلَى مَا عَمِلُواْ مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَآءً مَّنثُوراً﴾ أي إنا لا نقيم لحسنات الكفار وزناً يوم القيامة
﴿وَأَحْسَنُ مَقِيلاً﴾ أي منزلاً؛ وهو المكان الذي يقال فيه؛ أي ينام وقت القيلولة؛ وهي منتصف النهار
﴿وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَآءُ﴾ تتشقق ﴿بِالْغَمَامِ﴾ قيل: تتشقق السماء عن غمام أبيض؛ وهو المعنى بقوله تعالى ﴿هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ﴾ ﴿وَنُزِّلَ الْمَلاَئِكَةُ﴾ من أمكنتها وسماواتها ﴿تَنزِيلاً﴾ بأمر ربها
﴿الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ﴾ أي الملك الحقيقي؛ الذي فيه الرفع والخفض، والإعزاز والإذلال؛ وليس كملك الدنيا وملوكها؛ الذين لا حول لهم ولا طول
﴿وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ﴾ ألماً وحسرة وندماً
-[٤٣٨]- ﴿يَقُولُ يلَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً﴾ طريقاً إلى الهدى


الصفحة التالية
Icon