﴿وَمَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ﴾ أي على التبليغ
﴿أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ﴾ كانوا يبنون بكل مكان مرتفع برجاً يجلسون فيه، ويسخرون بمن يمر بهم من المؤمنين
﴿وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ﴾ قصوراً، أو حصوناً
﴿وَإِذَا بَطَشْتُمْ﴾ بضرب أو قتل ﴿بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ﴾ من غير رأفة ولا رحمة
﴿وَاتَّقُواْ الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ﴾ أنعم عليكم بالنعم الظاهرة؛ التي تحسونها وتعلمونها؛ وفسرها تعالى بقوله:
﴿أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ﴾ تركبون عليها؛ وتأكلون من لحومها، وتشربون من ألبانها، وتكتسون من أوبارها وأشعارها ﴿وَبَنِينَ﴾ أي وأمدكم ببنين يعاونونكم، وتقر بهم أعينكم
﴿وَجَنَّاتٍ﴾ بساتين؛ تمرحون فيها، وتنعمون بفاكهتها ﴿وَعُيُونٍ﴾ أنهار جارية؛ تراها العين
﴿إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ﴾ إن بقيتم على حالكم من الكفر، والظلم، والبطش ﴿عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ في الدنيا بالاستئصال، وفي الآخرة بالعذاب الأليم المقيم
﴿قَالُواْ سَوَآءٌ عَلَيْنَآ أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِّنَ الْوَاعِظِينَ﴾ فإنا لا نتبعك، ولا نستمع لوعظك
﴿إِنْ هَذَا﴾ ما هذا الذي نحن فيه ﴿إِلاَّ خُلُقُ الأَوَّلِينَ﴾ عادة الأولين وطبعهم ﴿نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَآ إِلاَّ الدَّهْرُ﴾
﴿وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ﴾ أو المعنى: ما هذا الذي تقوله، وتأمرنا به؛ إلا أكاذيب الأولين واختلاقهم؛ يؤيده قراءة من قرأ «خلق الأولين»
﴿فَكَذَّبُوهُ﴾ أي فأصروا على تكذيبه ﴿فَأَهْلَكْنَاهُمْ﴾ بالريح؛ قال تعالى ﴿وَأَمَا عَادٌ فَأُهْلِكُواْ بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ﴾ ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ﴾ الإهلاك ﴿لآيَةً﴾ عظة وعبرة ﴿وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُّؤْمِنِينَ﴾ فكانوا من الهالكين؛ ولم يؤمن بهود إلا قليل؛ أنجاهم الله معه
﴿كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ﴾ لأن تكذيبهم لرسولهم صالح: تكذيب لمن سبقه من المرسلين
﴿إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلا تَتَّقُونَ﴾ الله، وتخشون بأسه؛ فتؤمنون به
﴿وَمَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ﴾ أي على التبليغ


الصفحة التالية
Icon