﴿وَحُشِرَ﴾ جمع ﴿يُوزَعُونَ﴾ يحبس أولهم على آخرهم؛ ليكونوا مجتمعين طوع أمره وإرادته
﴿وَادِي النَّمْلِ﴾ هو واد كثير النمل ﴿قَالَتْ نَمْلَةٌ﴾ قيل: إنها ملكتهم. هذا وقد أثبت العلم الحديث: أن للنمل ملكة يأتمر بأمرها، وينتهي بنهيها (انظر آية ٣٨ من سورة الأنعام) ﴿لاَ يَحْطِمَنَّكُمْ﴾ لئلا يحطمنكم. والحطم: الكسر. ومن هنا نعلم أن القوي قد يهلك الضعيف من حيث لا يشعر، وأن الضعيف يجب أن يعد عدته، ويأخذ أهبته؛ لتوقي ضرر القوي
﴿وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي﴾ ألهمني
﴿أَوْ لأَذْبَحَنَّهُ﴾ ليكون عبرة لغيره؛ ممن يستكبر عن أمري. هذا وقد رسمت هذه الكلمة في المصحف الإمام هكذا «لا أذبحنه» بصيغة النفي. وساق علماء الرسم في سبيل إثبات صحة هذا الرسم التعلات، وبذلوا ما وسعهم من الجهد ليحولوا دون الحقيقة المجردة: وهي لا تعدو خطأ كاتب، أو زلة مملٍ. وفي موضوع هجاء المصحف العثماني ورسمه، وعدم وجوب التقيد به، مزيد بيان؛ فانظره إن شئت في كتابنا «الفرقان» ﴿بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ﴾ بحجة ظاهرة
﴿فَمَكَثَ﴾ سليمان وقتاً ﴿غَيْرَ بَعِيدٍ﴾ فجاء الهدهد ﴿فَقَالَ﴾ حين سأله سليمان عن سبب تخلفه عن مجلسه ﴿أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ﴾ وهي قبيلة باليمن، أو هو اسم مدينة بها؛ تعرف بمأرب
﴿إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ﴾ هي بلقيس بنت شراحيل ﴿وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ﴾ تحتاجه الملوك: من الجند، والميرة، والذخيرة، والعظمة، والقوة ﴿وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ﴾ سرير كبير من ذهب، مرصع بالجواهر واليواقيت؛ كانت تجلس عليه للحكم


الصفحة التالية
Icon