﴿وَمَكَرُواْ مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً﴾ أي دبروا أمرهم بإهلاك صالح وأهله، ودبرنا أمراً بإهلاكهم
﴿أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ﴾ أهلكناهم
﴿فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً﴾ أي ساقطة، أو خالية ﴿بِمَا ظَلَمُواْ﴾ أي بسبب ظلمهم وكفرهم وذلك بمعنى قولهم: إن الظلم يخرب الديار الإهلاك والتدمير ﴿لآيَةً﴾ عظة وعبرة
﴿وَلُوطاً﴾ أي واذكر لوطاً ﴿إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ﴾ اللواط ﴿وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ﴾ أي تبصرون ما حل بالأمم السابقة من العذاب؛ حين عصوا وكفروا بربهم. أو المراد: يبصر بعضكم بعضاً؛ عند إتيان هذه الفاحشة الذميمة وذلك إمعاناً منهم في الفسوق، وانهماكاً في المعصية
﴿إِنَّهمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ﴾ كان قولهم ذلك استهزاء؛ كقوله تعالى: ﴿إِنَّكَ لأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ﴾ أو أرادوا «يتطهرون» مما نعمل ﴿قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ﴾ أي قدرنا أنها من الباقين في العذاب؛ لإصرارها على الكفر، وتكذيب زوجها مع المكذبين
﴿ءَآللَّهُ﴾ استفهام؛ أي أألله ﴿خَيْرٌ﴾ عبادة، وخير لمن يعبده ﴿أَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ به من الأصنام
﴿أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ﴾ وما فيها من كواكب وأفلاك، ومن فيها من مخلوقات وأملاك
-[٤٦٤]- خلق ﴿الأَرْضِ﴾ وما فيها من بحار وأنهار، وزروع وأشجار، وجبال ورمال، وإنسان وحيوان ﴿وَأَنزَلَ لَكُمْ مِّنَ السَّمَآءِ مَآءً فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَآئِقَ﴾ بساتين ﴿ذَاتَ بَهْجَةٍ﴾ حسن ورونق ﴿مَّا كَانَ لَكُمْ﴾ ما كان في استطاعتكم فما بالكم بثمرها؟ والمعنى: أذلك الإله - الموصوف بكل هذه الصفات - خير أم ما تعبدون من دونه؟ ويلكم {مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ *


الصفحة التالية
Icon