﴿اسْلُكْ﴾ أدخل ﴿يَدَكَ فِي جَيْبِكَ﴾ الجيب: فتحة الثوب مما يلي العنق ﴿تَخْرُجْ بَيْضَآءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ﴾ أي من غير مرض: كبرص ونحوه؛ بل كضوء الشمس ﴿وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ﴾ أي من أجل الرهب؛ وهو الخوف. المعنى: اضمم يدك إلى صدرك: يذهب ما بك من خوف وفرق من الحية؛ ولأن موسى خشي أن يضم يده إليه؛ لما رأى من إضاءتها وتغيرها ﴿فَذَانِكَ﴾ أي تحرك العصا، وإضاءة اليد معجزتان ﴿مِن رَّبِّكَ﴾ لتذهب بهما ﴿اسْلُكْ يَدَكَ فِي﴾ تأييداً لنبوتك، وتصديقاً لرسالتك
﴿رِدْءاً﴾ عوناً ﴿يُصَدِّقُنِي﴾ أي يكون - بسبب فصاحته، وطلاقة لسانه - سبباً في تصديقي
﴿وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَاناً﴾ غلبة وتسلطاً على الأعداء ﴿فَلاَ يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا﴾ بسوء التي نمدك بها ﴿أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا﴾ من المؤمنين ﴿الْغَالِبُونَ﴾ لأعداء الله
﴿فَلَمَّا جَآءَهُم مُّوسَى بِآيَاتِنَا﴾ معجزاتنا ﴿بَيِّنَاتٍ﴾ واضحات ظاهرات؛ لا ينكرها إلا من انطمست بصيرته، وعمي قلبه ﴿قَالُواْ﴾ أي فرعون وشيعته ﴿مَا هَذَآ﴾ الذي جئتنا به؛ من انقلاب العصا حية، وما انبعث من الضوء في يدك؛ إن هذا ﴿إِلاَّ سِحْرٌ مُّفْتَرًى﴾ مختلق ﴿وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا﴾ الذي تزعمه: من وجود إله واحد ﴿فِي آبَآئِنَا الأَوَّلِينَ﴾ المتقدمين
﴿وَقَالَ مُوسَى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَن جَآءَ بِالْهُدَى مِنْ عِندِهِ﴾ ولم يختلق، ولم يفتر ﴿وَمَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ﴾ أي العاقبة المحمودة يوم القيامة
﴿وَقَالَ فِرْعَوْنُ﴾ لقومه؛ بعد أن أخرسه موسى بحججه ومعجزاته
-[٤٧٤]- ﴿يأَيُّهَا الْملأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي﴾ وأراد أن يوهم قومه بأنه ذو بطش شديد وقوة، وأن إله موسى في متناول يده، وغير بعيد عليه، وأن في إمكانه الصعود إليه ومقابلته ومقاتلته؛ فقال لوزيره وشريكه في الكفر ومراده من ذلك: صنع لبنات من الفخار؛ مما يتخذ للبناء ﴿فَاجْعَل لِّي﴾ من هذه اللبنات ﴿صَرْحاً﴾ بناء عالياً ﴿لَّعَلِّي أَطَّلِعُ﴾ أصعد وانظر ﴿إِلَى إِلَهِ مُوسَى﴾ وأقف على حاله


الصفحة التالية
Icon