﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ﴾ وهم اليهود والنصارى؛ وكتابهم: التوراة والإنجيل ﴿مِن قَبْلِهِ﴾ من قبل القرآن؛ والمراد بهم مؤمنو أهل الكتاب ﴿هُم بِهِ﴾ أي بالقرآن {يُؤْمِنُونَ *
وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ} القرآن ﴿إنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ﴾ أي قبل نزول القرآن ﴿مُسْلِمِينَ﴾ مؤمنين بالله؛ لاتباعنا ما نزل علينا من الكتاب
﴿أُوْلَئِكَ يُؤْتُونَ أَجْرَهُم﴾ ينالون جزاءهم وثوابهم ﴿مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُواْ﴾ على الطاعات، وعن المعاصي؛ ولإيمانهم أولاً بكتابهم ورسولهم، وإيمانهم آخراً بالقرآن ومن أنزل إليه ﴿وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ﴾ أي يدفعون بالطاعة المعصية، أو يدفعون الأذى بالعفو والحلم
﴿اللَّغْوَ﴾ الباطل ﴿وَقَالُواْ لَنَآ أَعْمَالُنَا﴾ فنثاب عليها ﴿وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ﴾ فتؤخذون بها ﴿لاَ نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ﴾ لا نريد مصاحبتهم ومخالطتهم
﴿إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَآءُ﴾ هدايته ﴿وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾ فيزيدهم ﴿وَالَّذِينَ اهْتَدَوْاْ زَادَهُمْ هُدًى﴾
﴿نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَآ﴾ أي يحاربنا الناس ويخرجوننا من أرضنا؛ وهذا قول باطل مردود عليه بقوله تعالى: ﴿أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَماً آمِناً﴾ يأمنون فيه من الاعتداء والقتل، والإغارة؛ الواقعة من بعض العرب على بعض ﴿يُجْبَى إِلَيْهِ﴾ أي يجلب ويجمع ﴿رِّزْقاً مِّن لَّدُنَّا﴾ من عندنا؛ لا بجهد منهم، أو مشقة عليهم: يزرع غيرهم فيأكلون، وينسج فيلبسون
﴿وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا﴾
أي تنكرت لما اختصها الله تعالى به من النعم؛ فلم تشكر عليها ﴿فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ﴾ خالية خاوية ﴿لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ﴾ لما فيها من وحشة وخراب، وما يعروها من ظلمة واكتئاب ﴿إِلاَّ قَلِيلاً﴾ أي إلا سكناً قليلاً: يحط بها المسافرون - للضرورة - يوماً أو بعض يوم


الصفحة التالية
Icon