﴿وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ﴾ من هذه الأنفس ﴿هُدَاهَا﴾ في دنياها؛ على سبيل القسر والإلجاء. أو ﴿وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ﴾ تطلب الرجعة إلى الدنيا «هداها» ورددناها إلى الدنيا ﴿وَلَكِنْ حَقَّ﴾ وجب ﴿الْقَوْلُ مِنِّي لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ﴾ كفرة الجن وعصاتهم ﴿وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ﴾ الذين كفروا بي؛ بعد ظهور آياتي، وكذبوا رسلي؛ بعد إبداء معجزاتهم، وتوالى براهين صدقهم فكيف نردهم ﴿وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ﴾
﴿فَذُوقُواْ﴾ العذاب ﴿بِمَا نَسِيتُمْ﴾ بسبب نسيانكم ﴿لِقَآءَ يَوْمِكُمْ هَذَآ﴾ وإنكاركم للبعث والحساب، والثواب والعقاب ﴿إِنَّا نَسِينَاكُمْ﴾
أي تركناكم كالمنسيين ﴿وَذُوقُواْ عَذَابَ الْخُلْدِ﴾ الدائم؛ الذي لا انقطاع له
﴿إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا﴾ ويصدق برسالاتنا ﴿الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُواْ بِهَا﴾ أي تليت عليهم ﴿خَرُّواْ سُجَّداً﴾ لله ﴿وَسَبَّحُواْ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ﴾ عن طاعته، وعن عبادته
﴿تَتَجَافَى﴾ تتنحى وتتباعد ﴿جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ﴾ أي أن نومهم قليل، وسهرهم طويل؛ لانقطاعهم إلى الله تعالى، وحرصهم على عبادته ﴿يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً﴾ من غضبه وعقوبته ﴿وَطَمَعاً﴾ في رحمته وجنته
﴿أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً﴾ كافراً
﴿أَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى﴾ التي يأوي إليها كل مؤمن ﴿نُزُلاً﴾ النزل: ما يعد لنزول الضيف وتكرمته
﴿وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُواْ﴾ كفروا وكذبوا
﴿وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِّنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى﴾ أي الأقرب؛ وهو عذاب الدنيا: بالقتل، والأسر، والخزي ﴿دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ﴾ أي قبل عذاب الآخرة، أو أقل من عذابها ﴿لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ إلى ربهم، ويتوبون عن كفرهم
﴿وَمَنْ أَظْلَمُ﴾ أي لا أحد أظلم ﴿مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ﴾ وعظ بها
﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ﴾ التوراة ﴿فَلاَ تَكُن فِي مِرْيَةٍ﴾ شك ﴿مِّن لِّقَآئِهِ﴾ أي من لقاء موسى؛ وقد لقيه ليلة الإسراء: عند العروج به إلى السماء. وقيل: «من لقائه» أي من تلقي موسى الكتاب. وقيل: من لقاء ما لقيه موسى من تكذيب وإيذاء؛ مثل ما لاقيت أنت من تكذيب قومك وإيذائهم
﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ﴾ أي ممن آمن بموسى من بني إسرائيل ﴿أَئِمَّةً يَهْدُونَ﴾
الناس ﴿بِأَمْرِنَا﴾ بأوامرنا وشرائعنا التي بيناها لهم في التوراة ﴿لَمَّا صَبَرُواْ﴾ على الطاعات، وعن المعاصي؛ وجعل الله تعالى جزاء الصبر: إمامة الناس


الصفحة التالية
Icon