﴿يُولِجُ﴾ يدخل ﴿الْلَّيْلَ فِي النَّهَارِ﴾ بنقصان الليل، وزيادة النهار ﴿وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي الْلَّيْلِ﴾ بنقصان النهار، وزيادة الليل ﴿وَالَّذِينَ تَدْعُونَ﴾ تعبدون ﴿مِن دُونِهِ﴾ غيره ﴿مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ﴾ وهو القشرة الرقيقة الملتفة على النواة.
وهو مبالغة في القلة، والحقارة. أي أنهم لا يملكون شيئاً مطلقاً
﴿إِن تَدْعُوهُمْ﴾ تنادوهم ﴿وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ﴾ أي يتبرأون منكم، ومن عبادتكم لهم
﴿يأَيُّهَا النَّاسُ﴾ خطاب لسائر الناس: غنيهم قبل فقيرهم، وسليمهم قبل سقيمهم، وقويهم قبل ضعيفهم؛ يقول لهم ربهم، وخالقهم، ومالكهم ﴿أَنتُمُ﴾ جميعاً ﴿الْفُقَرَآءُ﴾ المحتاجون ﴿إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ﴾ وحده ﴿هُوَ الْغَنِيُّ﴾ المستغني بنفسه عن غيره ﴿الْحَمِيدُ﴾ المحمود في صنعه والفقر: هو الافتقار؛ وجميع الناس - على اختلاف طبقاتهم، وتباين أجناسهم - مفتقرون إليه تعالى في كل شؤونهم؛ فالغني لا يكون إلا بأمره، والسعادة لا تكون إلا بمشيئته، والسلامة لا تتم إلا بإرادته، والحاجة دائماً إليه، والاستعانة دائماً به
﴿وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾ أي لا تحمل نفس آثمة إثم نفس أخرى ﴿وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ﴾ أي إن تدع نفس مثقلة بالذنوب ﴿إِلَى حِمْلِهَا﴾ أي إلى حمل حملها الثقيل من الذنوب ﴿لاَ يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ﴾ المدعو للحمل ﴿ذَا قُرْبَى﴾ ﴿يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ﴾ وصاحبته وبنيه لكل امرىء منهم يومئذٍ شأنه يغنيه} ﴿وَمَن تَزَكَّى﴾ تطهر بفعل الطاعات، وبترك المعاصي ﴿فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ﴾ لأن ثواب ذلك عائد إليه وعليه
﴿وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ﴾ الكافر والمؤمن، أو الجاهل والعالم
﴿وَلاَ الظُّلُمَاتُ وَلاَ النُّورُ﴾ الكفر والإيمان، أو الجهل والعلم (انظر آية ١٧ من سورة البقرة)
﴿وَلاَ الظِّلُّ وَلاَ الْحَرُورُ﴾ الحق والباطل، أو الجنة والنار
﴿وَمَا يَسْتَوِي الأَحْيَآءُ وَلاَ الأَمْوَاتُ﴾ أي الذين دخلوا في الإسلام، ومن لم يدخلوا فيه. ويصح أن يكون جميع ما تقدم على ظاهره
﴿وَمَآ أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ﴾ أي كما أنك لا تسمع الموتى - سكان القبور - فكذلك لا تستطيع إسماع الكفار: موتى القلوب