﴿إِنَّكَ﴾ يا محمد ﴿لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾ وإنك
﴿عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾ على طريق الهدى والاستقامة؛ طريق من تقدمك من الأنبياء. وهو رد على الكافرين القائلين ﴿لَسْتَ مُرْسَلاً﴾
﴿تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ﴾ وهو القرآن ﴿لِتُنذِرَ﴾ به ﴿قَوْماً مَّآ أُنذِرَ آبَآؤُهُمْ﴾ أي لم يأت آباءهم قبلك نذير مثلك؛ بكتاب مثل كتابك ﴿فَهُمْ غَافِلُونَ﴾ عن خالقهم، منصرفون إلى إفكهم وباطلهم. أو «ما» بمعنى الذي. أي
لتنذر قوماً بالذي أنذر به آباؤهم. والأول أولى؛ لأن أمة العرب ظلت فترة طويلة من الزمن؛ بغير نبي يرسل إليهم، أو كتاب ينزل عليهم. يؤيده قوله تعالى: ﴿وَمَآ آتَيْنَاهُمْ مِّنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَآ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِّن نَّذِيرٍ﴾
﴿لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ﴾ وجب العذاب
﴿إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلاَلاً﴾ جمع غل؛ ويكون الغل في الأعناق، والقيد في الأيدي ﴿فَهُم مُّقْمَحُونَ﴾ مرتفعة رؤوسهم؛ لا يستطيعون تحريكها؛ لضيق الغل وتحكمه عند أذقانهم. وذلك يكون يوم القيامة. وجاء السياق بصيغة الماضي «إنا جعلنا» لتحقق الوقوع. أو هو تشبيه على سبيل التمثيل؛ وذلك لأنهم امتنعوا عن الاهتداء؛ امتناع المغلول، وأنهم - على ما هم عليه من ذلة الكفر - مشرئبو الأعناق، رافعو الرؤوس
﴿فَأغْشَيْنَاهُمْ﴾ أي غطينا على أبصارهم، وجعلنا عليها غشاوة
﴿إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ﴾ أي إنما ينفع إنذارك ويتقبله من اتبع القرآن ﴿وَخشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ﴾ خافه ولم يره، وصدق بجنته وناره، وثوابه وعقابه
﴿إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى﴾ للحساب والجزاء ﴿وَنَكْتُبُ مَاَ قَدَّمُواْ﴾ من عمل: خير أو شر؛ فنجازيهم عليه نكتب ﴿آثَارِهِمْ﴾ ما سنوه من سنة حسنة أو سيئة؛ فإن الله تعالى يجزيهم عمن اتبعها بعدهم؛ ثواباً أو عقاباً ﴿وَكُلَّ شيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ﴾ هو اللوح المحفوظ
﴿وَاضْرِبْ لَهُمْ مَّثَلاً أَصْحَابَ القَرْيَةِ﴾ إنطاكية ﴿إِذْ جَآءَهَا الْمُرْسَلُونَ﴾ رسل عيسى عليه الصلاة والسلام؛ بأمر ربه تعالى
﴿فَعَزَّزْنَا﴾ قوينا الرسالة ﴿بِثَالِثٍ﴾ هو كبير الحواريين ﴿فَقَالُواْ﴾ أي قال الرسل الثلاثة ﴿قَالُواْ﴾ أي أصحاب القرية؛ المرسل إليهم