﴿وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ﴾ في الأمم المتأخرة بعده
﴿سَلاَمٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ﴾ أي على إلياس وقومه المؤمنين
﴿إِلاَّ عَجُوزاً فِي الْغَابِرِينَ﴾ أي الباقين في العذاب؛ وهي امرأته
﴿ثُمَّ دَمَّرْنَا الآخَرِينَ﴾ أهلكناهم
﴿وَإِنَّكُمْ لَّتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ﴾ أي على منازلهم، وتشاهدون آثارهم، وترون آثار نقمتنا وتعذيبنا ﴿مُّصْبِحِينَ﴾ وقت الصبح
﴿وَبِالْلَّيْلِ﴾ أي ترون ذلك في أسفاركم ليلاً ونهاراً ﴿أَفَلاَ تَعْقِلُونَ﴾ ذلك؛ فتتعظون بما حل بهم؟
﴿إِذْ أَبَقَ﴾ هرب من قومه، ومن تعذيبهم وأذاهم له. وأبق العبد: إذا هرب واستخفى ﴿إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ﴾ السفينة المملوءة
﴿فَسَاهَمَ﴾ أي فزاحم؛ ليأخذ له سهماً ونصيباً في ركوب الفلك ﴿فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ﴾ أي فزلق في البحر. وكثيراً ما يحصل هذا عند التزاحم على الركوب في السفن المشحونة، وغيرها. يقال: دحضت رجله: زلقت. ودحضت الحجة: بطلت. أو «فساهم» من المساهمة. أي فقارع. قيل: إنه لما ركب في السفينة؛ وقفت بهم في عرض البحر. فقال الملاحون: لا بد أن يكون بيننا عبد آبق من سيده؛ واقترعوا فيما بينهم، فخرجت القرعة عليه. فقال: أنا الآبق. وألقى بنفسه في الماء. وسمي آبقاً: لأنه هرب من قومه قبل أن يأذن له ربه بالانصراف عنهم
﴿فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ﴾ ابتلعه ﴿وَهُوَ مُلِيمٌ﴾ أي واقع في الملامة، ومستوجب للوم
﴿فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ﴾
في بطن الحوت
﴿لَلَبِثَ﴾ لمكث ﴿فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ لم يفتر لسانه عليه الصلاة والسلام - حين التقمه الحوت - عن قول «لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين» فأنجاه الله تعالى بسببها؛ وقد ورد أن من قرأها في مهلكة: أنجاه الله تعالى منها بمنه وفضله
﴿فَنَبَذْنَاهُ﴾ طرحناه؛ كما ينبذ آكل التمر النواة ﴿بِالْعَرَآءِ﴾ جعل الله تعالى الحوت يقذفه من جوفه؛ في أرض عراء؛ لا شجر فيها ولا نبات ﴿وَهُوَ سَقِيمٌ﴾ مريض؛ مما حل به في بطن الحوت، ومما اعتراه من خشية غضب الله تعالى عليه
﴿وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ﴾ وهو الدباء «القرع» ويطلق اليقطين على كل شجرة تنبسط على وجه الأرض، ولا تقوم على ساق
﴿فَآمَنُواْ فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ﴾ أي إلى حين انقضاء آجالهم


الصفحة التالية
Icon