﴿كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ﴾ أمة ﴿فَنَادَواْ﴾ بالتوبة والاستغفار، والاستغاثة؛ عند نزول العذاب بهم ﴿وَّلاَتَ حِينَ مَنَاصٍ﴾ أي ليس الوقت وقت نجاة، ولا وقت خلاص. و «لات»: ليس. و «مناص»: ملجأ
﴿وَانطَلَقَ الْمَلأُ﴾ الأشراف أو الجماعة ﴿مِنْهُمْ﴾ حين سمعوا دعوة الرسول عليه الصلاة والسلام إلى التوحيد: انطلقوا يقولون ﴿امْشُواْ﴾ من مجلس الرسول؛ الذي يذكر فيه دينه، وربه، وكتابه ﴿وَاْصْبِرُواْ عَلَى آلِهَتِكُمْ﴾ اثبتوا على عبادتها؛ ولا تعبأوا بدعوته ﴿إِنَّ هَذَآ﴾ الذي يقوله محمد ويدعيه ﴿لَشَيْءٌ يُرَادُ﴾ بنا ومنا؛ ويريد به محمد الزعامة والرئاسة علينا
﴿مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِى الْمِلَّةِ الآخِرَةِ﴾ يعنون ملة عيسى عليه السلام. وقد كذبوا في ذلك؛ فلم تقم ملة عيسى إلا على التوحيد الذي قامت عليه ملة محمد، وملل سائر الأنبياء؛ عليهم الصلاة والسلام. وإنما أرادوا به التثليث الذي قالت به النصارى، وزعمت أنه دين عيسى ﴿إِنْ هَذَا إِلاَّ اخْتِلاَقٌ﴾ كذب مختلق لا أصل له
﴿أَأُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ﴾ القرآن ﴿مِن بَيْنِنَا﴾ من دوننا؛ وهو الضعيف ونحن الأقوياء، الفقير ونحن الأغنياء، ولا عصبة له ونحن أولوا العصبة وذووا الحمية. قال تعالى ﴿بْل هُمْ فَي شَكٍّ مِّن ذِكْرِي﴾
من قرآني، وحقيقة نزوله على نبيي ﴿بَل لَّمَّا يَذُوقُواْ عَذَابِ﴾ لم يذوقوا عذابي ولو ذاقوه لآمنوا وصدقوا
﴿أَمْ عِندَهُمْ خَزَآئِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ﴾ فيهبون النبوة لمن شاءوا، وينزلون الذكر على من أرادوا
﴿فَلْيَرْتَقُواْ فِى الأَسْبَابِ﴾ أي فليصعدوا إلى السموات، ويمنعوا الملائكة من النزول على محمد
﴿جُندٌ مَّا هُنَالِكَ﴾ أي أن هؤلاء المكذبين المتكبرين: هم جند ﴿مَهْزُومٌ مِّن الأَحَزَابِ﴾ الذين تحزبوا على عدائك، وتجمعوا لمحاربتك
﴿وَعَادٌ﴾ قوم هود ﴿وفِرْعَوْنُ ذُو الأَوْتَادِ﴾ سمي بذي الأوتاد: لأنه كان يوتد من يريد تعذيبه بأربعة أوتاد: في يديه ورجليه. أو هو كناية عن ثبوت ملكه، وقوة سلطانه. أو كناية عن المباني العظيمة الثابتة. أو صاحب الجنود. وتسمى الجنود أوتاداً: لأنها دعائم الملك والقوة والسطوة والسلطان
﴿وَثَمُودُ﴾ قوم صالح ﴿وَأَصْحَابُ الأَيْكَةِ﴾ أي الغيضة؛ وهي مجتمع الشجر. قيل: هم قوم شعيب عليه السلام ﴿أُوْلَئِكَ الأَحْزَابُ﴾ أي أولئك الأقوام الذين ذكرتهم لك: هم مثل الأحزاب الذين تحزبوا عليك؛ وسأجزيهم مثل ما جزيتهم


الصفحة التالية
Icon