﴿لَّهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ أي ملكهما؛ وذلك كقولهم: فلان تولى مقاليد الملك. والمقاليد: المفاتيح. أو هي الخزائن، أو الأبواب
﴿قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي﴾ تأمرونني؛ وبها قرأ ابن عامر
﴿لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ﴾ أي ليبطلن
﴿وَمَا قَدَرُواْ اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ﴾ أي ما عرفوه حق معرفته، وما عظموه حق تعظيمه ﴿وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ أي تحت قبضته وقهره، وسيطرته وسلطانه ﴿وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ﴾ أي بقدرته؛ وقيل: هو على سبيل المجاز؛ أي أن السموات على عظمها وكبرها؛ فإنها تكون بالنسبة إليه تعالى كالشيء الصغير الحقير، الذي يطوى باليمين. وهو كناية عن قدرة الله تعالى، وإحاطته بجميع مخلوقاته. كما تقول: فلان لا يخرج من يدي، ولا ينفك من قبضتي ﴿سُبْحَانَهُ﴾ تنزه وتقدس
﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ﴾ وهو قرن ينفخ فيه إسرافيل عليه السلام؛ بأمر ربه ﴿فَصَعِقَ﴾ مات ﴿مَن فِي السَّمَاوَاتِ﴾ من مخلوقات وأملاك ﴿وَمَن فِي الأَرْضِ﴾ من الإنس والجن، وغيرهما من المخلوقات ﴿إِلاَّ مَن شَآءَ اللَّهُ﴾ وهم الشهداء؛ لأنهم ﴿أَحْيَاءٌ﴾ بعد موتهم ﴿عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ وقيل: هم خواص الملائكة؛ كجبريل، وإسرافيل، وميكائيل، وعزرائيل؛ عليهم السلام
﴿وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ﴾ أضاءت أرض المحشر ﴿بِنُورِ رَبِّهَا﴾ بعدله وقضائه بين عباده ﴿وَوُضِعَ الْكِتَابُ﴾ الصحف التي فيها أعمال بني آدم؛ فمنهم آخذ بيمينه، ومنهم آخذ بشماله ﴿وَجِيءَ بِالنَّبِيِّيْنَ﴾ ليسألهم تعالى: ﴿مَاذَآ أَجَبْتُمُ﴾ ﴿وَالشُّهَدَآءِ﴾ فيشهدون لمن ذب عن دين الله تعالى، ودافع في سبيله
﴿وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ﴾ جزاء ﴿مَّا عَمِلَتْ﴾ من خير أو شر
﴿وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ﴾ وعصوا الرسول
-[٥٧٠]- ﴿إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً﴾ أفواجاً وجماعات ﴿قَالُواْ بَلَى﴾ أي نعم جاءتنا رسل ربنا ﴿وَلَكِنْ حَقَّتْ﴾ وجبت ﴿كَلِمَةُ الْعَذَابِ﴾ أي كلمة الله تعالى، المقتضية له؛ أو هي قوله تعالى ﴿لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ﴾


الصفحة التالية
Icon