﴿وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ﴾ الشهداء؛ وهم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام؛ وذلك يوم القيامة ﴿فَلَمَّا جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ﴾ المعجزات التي تهدي من رآها، والتوراة التي تهدي من قرأها
﴿وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ﴾ التوراة
﴿هُدًى﴾ ليهتدوا بما فيها ﴿وَذِكْرَى﴾ تذكرة ﴿لأُوْلِي الأَلْبَابِ﴾ ذوي العقول
﴿فَاصْبِرْ﴾ يا محمد على أذاهم ﴿إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ﴾ بنصر أوليائه، وكبت أعدائه ﴿حَقٌّ﴾ واقع لا مرية فيه ﴿وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ﴾ ليكون استغفارك سنة لأمتك ﴿وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ﴾ أي داوم على التسبيح. وأفضل التسبيح: «سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم» وقيل: المراد بالتسبيح: الصلاة؛ لأنها مشتملة عليه ﴿بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ﴾ في المساء والصباح
﴿إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ﴾ قرآنه بغير حجة، ولا برهان؛ على صدق مجادلتهم ومحاجتهم ﴿إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ﴾ أي ما في صدورهم إلا تكبر عليك، وطمع أن تعلو مرتبتهم على مرتبتك ﴿مَّا هُم بِبَالِغِيهِ﴾ أي ما هم ببالغي أثر هذا الكبر؛ وهو الارتفاع والاستعلاء عليك؛ بل هم في أسفل سافلين، في الدنيا ويوم الدين ﴿فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ﴾ الجأ إليه من مكرهم وأذاهم ﴿إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ﴾ لقولك وأقوالهم ﴿الْبَصِيرُ﴾ بحالك وحالهم
﴿لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ﴾ وما فيها من الكواكب والمخلوقات ﴿وَالأَرْضِ﴾ وما فيها وما عليها ﴿أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ﴾ وإعادتهم للحساب والجزاء يوم القيامة
﴿وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَلاَ الْمُسِيءُ﴾ أي كما أنه لا يستوي الأعمى والبصير: فإنه لا يستوي المؤمن والكافر، والطائع والعاصي
﴿إِنَّ السَّاعَةَ﴾ القيامة ﴿لآتِيَةٌ لاَّ رَيْبَ فِيهَا﴾ أي لا شك في إتيانها


الصفحة التالية
Icon