﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن تُرَابٍ﴾ أي خلق أباكم آدم منه ﴿ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ﴾ مني ﴿ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ﴾ هي واحدة الحيوانات الصغيرة التي ثبت وجودها بالمني. وقيل: العلقة: قطعة دم غليظ ﴿ثُمَّ لِتَبْلُغُواْ أَشُدَّكُمْ﴾ تكامل قوتكم. وهو من ثلاثين إلى أربعين سنة. (انظر آية ٢١ من الذاريات) ﴿وَمِنكُمْ مَّن يُتَوَفَّى﴾ يستوفي أجله فيموت ﴿مِن قَبْلُ﴾ أي قبل بلوغ الأشد والشيخوخة ﴿وَلِتَبْلُغُواْ أَجَلاً مُّسَمًّى﴾ وقتاً محدوداً: هو انتهاء آجالكم ﴿وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ دلائل التوحيد التي بسطناها لكم، وهيأنا أذهانكم لقبولها
﴿فَإِذَا قَضَى أَمْراً﴾ أي أراد فعله وإيجاده ﴿فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فيَكُونُ﴾ هو تقريب لأفهامنا؛ والواقع أنه تعالى إذا أراد شيئاً: كان بغير افتقار للفظ «كن»
﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ﴾ القرآن ﴿أَنَّى يُصْرَفُونَ﴾ كيف يصرفون عنها؛ مع وضوحها وإعجازها
﴿ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ﴾ أي تملأ بهم النار؛ وهو من سجر التنور: إذا ملأه بالوقود ﴿وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ﴾ أو ﴿يُسْجَرُونَ﴾ يوقدون بها
﴿قَالُواْ ضَلُّواْ عَنَّا﴾ غابوا عن عيوننا ﴿بَل لَّمْ نَكُنْ نَّدْعُواْ﴾ نعبد ﴿كَذَلِكَ﴾ أي مثل إضلال هؤلاء المكذبين ﴿يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ﴾ المعاندين لله، المكذبين لرسله، المنكرين لكتبه
﴿ذَلِكُمُ﴾ العذاب الذي تعذبونه في الآخرة ﴿بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ﴾ باللهو والعصيان؛ وذلك لأن السارق يفرح بسرقته، والزاني يفرح بزناه، والباغي يفرح ببغيه، والظالم يفرح بظلمه. أما الفرح بالطاعات، وبما أحلهالله: فهو من عموم المباحات؛ التي يثاب عليها ﴿وَبِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُونَ﴾ المرح: التوسع في السرور والفرح.
ويطلق أيضاً على البطر


الصفحة التالية
Icon