﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ﴾ حبب إليهم، وزين الشيطان لهم ﴿حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ﴾
والاستكثار من كل ذلك: يحبون النساء للشهوة؛ لا لابتغاء الولد الصالح، ويحبون البنين للطغيان والكثرة؛ لا للعبادة والقربى، ويحبون الذهب والفضة للجمع والكنز؛ لا للبذل والتصدق ﴿وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ﴾ الحسان المعلمة؛ يحبونها للفخر والزينة؛ لا للجهاد في سبيل الله ﴿وَالأَنْعَامُ﴾ وهي الماشية التي ترعى؛ وأكثر ما تطلق على الإبل ﴿وَالْحَرْثِ﴾ الزرع ﴿ذلِكَ﴾ كله ﴿مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ يؤاخذ الإنسان على تصرفه فيها، والقيام بحقوقها ﴿وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ﴾ حسن المرجع؛ فمن شاء عمل لذلك؛ ولم تغره مفاتن الدنيا ومتاعها الزائل
﴿قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِّن ذلِكُمْ﴾ المتاع المذكور: الشهوات من النساء، والبنين، والقناطير من الذهب والفضة، والخيل الفارهة، والزرع والضرع؛ فخير من ذلك كله: ما أعده الله تعالى للمتقين ﴿لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ﴾ فأين الشهوات الزائلات، والأموال الفانيات؛ من الجنات العاليات، التي عرضها كعرض السموات والأرض ﴿خَالِدِينَ فِيهَآ﴾ أبداً لهم فيها ﴿أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ﴾ من الأدناس، ومن كل ما يستقذر عادة؛ كالحيض والنفاس ﴿وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ﴾ وهو خير من الجنات، وما فيها من الطيبات
﴿وَالْقَانِتِينَ﴾ الطائعين الداعين ﴿وَالْمُنَافِقِينَ﴾ مما آتاهمالله؛ الذين وقاهم شح أنفسهم، وزادهم هدى وآتاهم تقواهم ﴿فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَآءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً﴾ ﴿وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ﴾ أواخر الليل، قبيل الصبح
﴿شَهِدَ اللَّهُ﴾ قرر، وبين لخلقه بالدلائل والآيات ﴿أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ﴾ يقررون ذلك أيضاً ﴿قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ﴾ مقيماً للعدل بين خلقه
﴿إِنَّ الدِّينَ
-[٦١]- عِندَ اللَّهِ الإِسْلاَمُ﴾
أي إن الدين الحق، المرضي المقبول، هو الإسلام.
وقد قال فيلسوف الإنجليز برناردشو في إحدى كتاباته عن الإسلام: هو دين المستقبل.


الصفحة التالية
Icon