﴿هَلْ يَنظُرُونَ﴾ ما ينتظرون ﴿بَغْتَةً﴾ فجأة
﴿الأَخِلاَّءُ﴾ أي الأصدقاء في الدنيا؛ المجتمعون فيها على الكفر والمعاصي، المكبون على الآثام ﴿يَوْمَئِذٍ﴾ أي يوم القيامة يكون ﴿بَعْضَهُمْ﴾ رغم المحبة والصداقة في الدنيا ﴿لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ﴾ الذين تحابوا فيالله، واجتمعوا على عبادته ومرضاته؛ فإنهم سعداء بحبهم وصداقتهم؛ يقال لهم
﴿يعِبَادِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ﴾ فقد انقطع الخوف، وزال الحزن؛ ولم يبق لكم سوى الأمن والسرور
﴿ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ﴾
تسرون؛ وهو من الحبور
﴿يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ﴾ بأطباق ﴿وَفِيهَا﴾ أي في الجنة أو في الصحاف والأكواب
﴿إِنَّ الْمُجْرِمِينَ﴾ الكافرين
﴿لاَ يُفَتَّرُ عَنْهُمْ﴾ لا يخفف العذاب عنهم ﴿مُبْلِسُونَ﴾ آيسون من النجاة، والعفو، والرحمة
﴿وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ﴾ بتعذيبهم، وتخليدهم في النار ﴿وَلَكِن كَانُواْ هُمُ الظَّالِمِينَ﴾ لأنفسهم؛ بتعريضها للعقاب، وتمسكهم بالكفر والعناد
﴿وَنَادَوْاْ﴾ الكفار ﴿يَمْلِكُ﴾ وهو خازن النار ﴿لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ﴾ أي ليمتنا لنسترح. وهو من قضى عليه: إذا أماته ﴿قَالَ﴾ الخازن لهم: لا تفكروا في الخلاص، فلات حين مناص ﴿إِنَّكُمْ مَّاكِثُونَ﴾ باقون في العذاب أبد الدهر
﴿أَمْ أَبْرَمُواْ﴾ أحكموا ﴿أَمْراً﴾ في كيد محمد ﴿فَإِنَّا مُبْرِمُونَ﴾ محكمون أمراً في كيدهم وإهلاكهم
﴿وَنَجْوَاهُم﴾ ما يتحدثون به فيما بينهم، ويخفونه عن غيرهم ﴿وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ﴾ هم الحفظة: يكتبون ما يفعلونه، وما ينطقون به
﴿قُلْ﴾ لهم يا محمد ﴿إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ﴾ كما يزعمون ﴿فَأَنَاْ أَوَّلُ الْعَابِدِينَ﴾ لهذا الولد
﴿سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ تنزيهاً، وتقديساً له ﴿رَبِّ الْعَرْشِ﴾ مالك الملك ﴿عَمَّا يَصِفُونَ﴾ يقولون من الكذب؛ بنسبة الولد، والشريك إليه
﴿فَذَرْهُمْ﴾ دعهم ﴿يَخُوضُواْ﴾ في باطلهم ﴿وَيَلْعَبُواْ﴾ في دنياهم ﴿حَتَّى يُلاَقُواْ يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ﴾ أي يوم عذابهم، والانتقام منهم؛ وهو يوم القيامة
﴿وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمآءِ إِلَهٌ﴾ يعبد، ويطاع، ويتقى ﴿وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ﴾ واجب العبودية، واجب الطاعة ﴿وَهُوَ الْحَكِيمُ﴾ في صنعه ﴿الْعَلِيمُ﴾ بخلقه، البصير بمصالحهم
﴿وَتَبَارَكَ﴾ تقدس وتعالى الله ﴿الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ وما فيهما ﴿وَمَا بَيْنَهُمَا﴾ من مخلوقات ﴿وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ﴾ أي وقت قيامها، وكيفيته، وحالته
﴿وَلاَ يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ﴾ يعبدون ﴿مِن دُونِهِ﴾ غيره ﴿الشَّفَاعَةَ﴾ لعابديهم؛ كما زعموا أنهم شفعاؤهم عند الله ﴿إِلاَّ مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ﴾ آمن بالله، وشهد ألا إله إلا الله؛ فهؤلاء يشفعون لغيرهم ﴿وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ بقلوبهم صدق ما قالوه بألسنتهم.
والمراد بهم: عيسى،
-[٦٠٨]- وعزير، والملائكة