﴿وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ﴾ أي لئن سألت هؤلاء المعبودين ﴿مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ﴾ هو خالقهم ﴿فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾ فكيف يصرفون عن عبادة الله تعالى إلى عبادة غيره؛ بعد اعتراف المعبودين؛ بخلق رب العالمين لهم؟ أو ولئن سألت العابدين لغيرالله: ﴿مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ﴾ فكيف يصرفون عن عبادته، مع اعترافهم بخلقته؟
﴿وَقِيلِهِ﴾ أي قول النبي
﴿فَاصْفَحْ عَنْهُمْ﴾ فأعرض عن دعوتهم ﴿وَقُلْ سَلاَمٌ﴾ وذلك قبل الأمر بقتالهم ﴿فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾ تهديد شديد، ووعيد للمشركين.
سورة الدخان
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿حم﴾ (انظر آية ١ من سورة البقرة)
﴿إِنَّآ أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ﴾ هي ليلة القدر؛ نزل فيها القرآن جملة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، ثم نزل به جبريل عليه السلام على رسولالله بحسب الحاجة؛ وهذا لا يتنافى مع قوله تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ﴾ لأن ليلة القدر تكون في هذا الشهر ﴿إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ﴾ بالقرآن، ومخوفين به
﴿فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾ أي في ليلة القدر يفصل كل أمر عظيم؛ من أرزاق العباد، وآجالهم
﴿أَمْراً مِّنْ عِنْدِنَآ﴾ أي هذا الإنزال، وهذا الإنذار وهذا الفصل في الأرزاق والأعمار؛ بأمرنا وإرادتنا ﴿إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ﴾ الرسل
﴿رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ﴾ بعباده ﴿إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ﴾ لأقوالهم ﴿الْعَلِيمُ﴾ بأفعالهم
﴿بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ﴾ من البعث والحساب، والجزاء
﴿فَارْتَقِبْ﴾ انتظر هو قبيل القيامة. وقيل: إن قريشاً لما بالغت في عصيان الرسول وإذايته؛ دعا عليهم وقال: «اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم سنين كسني يوسف» فأصابهم الجهد حتى أكلوا الجيف؛ وكان الرجل يحدث أخاه فيسمع صوته ولا يراه؛ لشدة الدخان المنتشر بين السماء والأرض
﴿يَغْشَى النَّاسَ﴾ يشملهم ويغطيهم
﴿أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى﴾ أي كيف ينفعهم التذكر والإيمان عند نزول العذاب
﴿ثُمَّ تَوَلَّوْاْ﴾ أعرضوا ﴿عَنْهُ وَقَالُواْ مُعَلَّمٌ﴾ أي يعلمه القرآن بشر مثله وليس من عندالله. قال تعالى ﴿وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ﴾
﴿إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ﴾ عنكم ﴿قَلِيلاً﴾ لعلكم ترجعون عن غيكم وبغيكم ﴿إِنَّكُمْ عَآئِدُونَ﴾ إلى ما كنتم عليه من الكفر
﴿يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى﴾ يوم القيامة، أو يوم بدر ﴿إِنَّا مُنتَقِمُونَ﴾ منكم
﴿وَلَقَدْ فَتَنَّا﴾ بلونا واختبرنا
﴿أَنْ أَدُّواْ إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ﴾ أي أرسلوا عباد الله - الذين خلقهم أحراراً - وأطلقوهم من الأسر والعذاب أو ﴿أَدُّواْ إِلَيَّ﴾ يا عباد الله أسماعكم وأذهانكم ﴿أَنْ أَدُّواْ إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ﴾
-[٦٠٩]- لا تستكبروا عليه