﴿إِلاَّ مَن رَّحِمَ اللَّهُ﴾ من المؤمنين؛ فيشفعون لغيرهم، ويشفع غيرهم لهم ﴿إِنَّهُ﴾ تعالى ﴿هُوَ الْعَزِيزُ﴾ بانتقامه من أعدائه ﴿الرَّحِيمُ﴾ بعباده وأوليائه
﴿إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ﴾ هي شجرة قيل: إنها تنبت في قعر جهنم
﴿طَعَامُ الأَثِيمِ﴾ الكثير الآثام ﴿كَالْمُهْلِ﴾ وهو عكر الزيت، أو النحاس المذاب
﴿كَغَلْيِ الْحَمِيمِ﴾ كغلي الماء الحار
﴿فَاعْتِلُوهُ﴾ فقودوه بغلظة وعنف ﴿إِلَى سَوَآءِ الْجَحِيمِ﴾ وسطها؛ وقولوا له
﴿ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ﴾ يقال له ذلك: استهزاء به، وتشفياً فيه أو المراد: ذق هذا العذاب المهلك المذل؛ إنك كنت في الدنيا العزيز الكريم
﴿إِنَّ هَذَا﴾ العذاب الذي تصلونه؛ هو ﴿مَا كُنتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ﴾ أي ما كنتم فيه تشكون
﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ﴾ يؤمن فيه الخوف، والعذاب، والخزي، والهوان
﴿فِي جَنَّاتٍ﴾ بساتين ﴿وَعُيُونٍ﴾ أنهار جارية؛ ترى رأي العين
﴿يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ﴾ وهو ما رق من الديباج ﴿وَإِسْتَبْرَقٍ﴾ ما غلظ منه ﴿مُّتَقَابِلِينَ﴾ يدور بهم مجلسهم؛ يتحدثون متسامرين، ويتضاحكون مستبشرين
﴿وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ﴾ الحور: جمع حوراء؛ وهي شديدة سواد العين، مع شدة بياضها. والعين: جمع عيناء؛ وهي الواسعة العينين.
هذا وقد أورد بعض المفسرين في أوصاف الحور العين ما تعافه العقول، وتمجه الأذواق والأسماع؛ فقد رووا أنهن مخلوقات من ياقوت ومرجان، وأنه يرى مخ سوقهن؛ إلى غير ذلك من الأوصاف السمجة؛ التي هي في الواقع حط من قدرهن، وتنقيص من شأنهن والحقيقة أنهن كأحسن ما تكون النساء: جمالاً، وصفاء، وطهارة؛ وليس فوق هذا مطمع لطامع، ولا زيادة لمستزيد وليس معنى ذلك أنهن كسائر نساء الدنيا - فهذا ما لا يجوز أن يقال - بل المراد أنهن من نوعهن؛ مع الفارق العظيم؛ لأن الجنة فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر وهذا الذي حدا بطائفة من ضعاف العقول والأحلام إلى وصف ما في الجنة بما لا يصح أن يوصف به
﴿يَدْعُونَ فِيهَا﴾ يطلبون في الجنة ﴿بِكلِّ فَاكِهَةٍ﴾ يريدونها ﴿آمِنِينَ﴾ من الموت، والمرض، ومن نفاذ النعيم الذي هم فيه، و
﴿لاَ يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلاَّ الْمَوْتَةَ الأُولَى﴾ التي أدركتهم في الدنيا
﴿فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ﴾ أي يسرنا القرآن، وسهلنا تناوله ﴿بِلِسَانِكَ﴾ العربي؛ الذي هو لسانهم ولغتهم ﴿لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾ يتعظون فيؤمنون
﴿فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُّرْتَقِبُونَ﴾ فانتظر ما يحل بهم من العذاب؛ إنهم منتظرون ما يحل بك من الدوائر.


الصفحة التالية
Icon