﴿أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ﴾ أي اختلق القرآن ﴿هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ﴾ أي بما تقولونه من الطعن في القرآن
﴿قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً مِّنَ الرُّسُلِ﴾ أي لم أكن أولهم؛ فقد سبقني الكثير منهم: كموسى، وعيسى، وإبراهيم
﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ﴾ هذا القرآن ﴿مِنْ عِندِ اللَّهِ﴾ كما أقول ﴿وَكَفَرْتُمْ بِهِ﴾ فماذا يكون حالكم يوم القيامة؟ ﴿وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾ هو عبد اللهبن سلام ﴿عَلَى مِثْلِهِ﴾ على التوراة - التي هي مثل القرآن في نسبتها إلى الله تعالى - بأن فيها ذكر الرسول، وصفته، وأنباء بعثته ﴿فَآمَنَ﴾ هو بالقرآن ﴿وَاسْتَكْبَرْتُمْ﴾ عن الإيمان به
﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ﴾ اليهود ﴿لِلَّذِينَ آمَنُواْ﴾ منهم؛ كعبد اللهبن سلام وأضرابه ﴿لَّوْ كَانَ﴾ هذا الدين ﴿خَيْراً مَّا سَبَقُونَآ إِلَيْهِ﴾ أي ما سبقنا إليه الفقراء والرعاع؛ كبلال، وصهيب، وعمار ﴿وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُواْ بِهِ﴾ أي بالقرآن ﴿فَسَيَقُولُونَ هَذَآ إِفْكٌ قَدِيمٌ﴾ أي كذب. وذلك كقولهم ﴿أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ﴾ والإفك: أسوأ الكذب وأفحشه
﴿وَمِن قَبْلِهِ﴾ أي قبل القرآن ﴿كِتَابُ مُوسَى﴾ التوراة ﴿إِمَاماً﴾ أي قدوة يؤتم به في دين الله تعالى وشرائعه ﴿وَرَحْمَةً﴾ للمؤمنين؛ لأنه ينقلهم من الظلمات إلى النور ﴿وَهَذَا﴾ القرآن ﴿كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ﴾ لما سبقه من الكتب ﴿لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ﴾ كفروا؛ بالعذاب الأليم
-[٦١٨]- ﴿وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ﴾ المؤمنين بالنعيم المقيم


الصفحة التالية
Icon