﴿فَكَيْفَ﴾ يكون حالهم ﴿إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ﴾ لا شك فيه؛ وهو يوم القيامة ﴿وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ﴾ في ذلك اليوم ﴿مَّا كَسَبَتْ﴾ جزاء ما عملت من خير أو شر ﴿وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ﴾ بزيادة عذاب، أو نقصان ثواب
﴿تُولِجُ اللَّيْلَ فِي الْنَّهَارِ﴾ أي تدخله فيه؛ بزيادة النهار ونقصان الليل ﴿وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي الْلَّيْلِ﴾ بزيادة الليل ونقصان النهار كما هو مشاهد في نهار الصيف والشتاء وليلهما ﴿وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ﴾ الدجاجة وهي حية، من البيضة وهي ميتة، والإنسان وهو حي، من المني وهو ميت في الظاهر ﴿وَتُخْرِجُ الَمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ﴾ البيضة وهي ميتة، من الدجاجة وهي حية، والمني وهو ميت ظاهراً من الإنسان وهو حي. أو تخرج النخلة والأشجار وهما أحياء بالفاكهة والثمار، من النواة والبذرة وهما لا نفع منهما، ولا حياة فيهما. وروي عن الرسول صلوات الله تعالى وسلامه عليه: «يخرج المؤمن من الكافر، ويخرج الكافر من المؤمن» ولا بدع فالحياة الحقيقية: حياة القلوب لا الجسوم؛ ولا حياة بغيرها والحياة الأبدية: هي الإيمان ﴿وَتَرْزُقُ مَن تَشَآءُ﴾ رزقه ﴿بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ بل بغير سبب؛ فقد يرزق تعالى الجاهل، ويمنع العاقل
﴿لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ نهى سبحانه وتعالى عن موالاة الكفار دون المؤمنين؛ لما يترتب على ذلك من مضار دينية ودنيوية؛ إذ أن الكافر إن أظهر الود فخداع ونفاق، وإن أبان الإخلاص فخصام وشقاق وما أخر الأمم الإسلامية وأذلها بالاستعباد والاسترقاق: سوى موالاة الكفار، ومجانبة الأبرار (انظر آية ٥١ من سورة المائدة) ﴿وَمَن يَفْعَلْ ذلِكَ﴾ بأن يوالي الكافرين من دون المؤمنين ﴿فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ﴾ أي فقد برىء من الله تعالى، وبرىء الله منه ﴿إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً﴾ أي إلا إذا واليتموهم بقدر، وصاحبتموهم بحذر؛ لتتقوا بذلك أذاهم، وتسلموا من كيدهم ﴿وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ﴾ أي يخوفكم بطشه وعقابه إذا لم تسمعوا قوله وتنزلوا على حكمه ﴿وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ﴾ فيؤاخذكم على ما فعلتم، ويعاقبكم على ما جنيتم
﴿يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ﴾ في الدنيا
-[٦٣]- ﴿مِّنْ خَيْرٍ﴾ أي أجره وثوابه ﴿مُّحْضَراً﴾ لم ينقص منه شيء ﴿أَمَداً﴾ مسافة وغاية