﴿وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْراً عَزِيزاً﴾ كبيراً عظيماً؛ لا ذل بعده
﴿هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ﴾ الطمأنينة ﴿وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ﴾ من الملائكة ﴿وَالأَرْضِ﴾ من الإنس والجن ﴿وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً﴾ بخلقه ﴿حَكِيماً﴾ في صنعه
﴿لِّيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ﴾ أي إن إنزال السكينة: سبب في ازدياد الإيمان. وازدياد الإيمان: سبب في دخول الجنان ﴿وَيُكَفِّرَ﴾ يمحو ﴿وَكَانَ ذَلِكَ﴾ الدخول في الجنان. والقرب من الرحمن، وتكفير السيئات، وجزاء الحسنات ﴿فَوْزاً عَظِيماً﴾ ظفراً بكل مطلوب، ونجاة من كل مرهوب
﴿وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ﴾ أي ﴿أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ ليزيدهم ثباتاً وإقداماً، و ﴿لِيَزْدَادُواْ إِيمَاناً﴾ بمصابرتهم على الجهاد، ومزيد يقينهم، وانتصارهملله ورسوله؛ وليعذب المنافقين بالذل، والأسر، والقتل؛ في الدنيا. وبالجحيم، والعذاب الأليم في الآخرة؛ بسبب نفاقهم وكفرهم ﴿الظَّآنِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ﴾ وذلك أنهم ظنوا أن الله تعالى لن ينصر محمداً كما وعده، ولن يدخله مكة ظافراً ﴿عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ السَّوْءِ﴾
الخزي والعذاب
﴿إِنَّآ أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً﴾ على أمتك؛ بل على سائر الأمم ﴿وَمُبَشِّراً﴾ من أطاعك وآمن بالجنة ﴿وَنَذِيراً﴾ لمن عصاك بالنار
﴿وَتُعَزِّرُوهُ﴾ تنصروه. وقرىء «وتعززوه» ﴿وَتُوَقِّرُوهُ﴾ تحترموه. والتوقير: نهاية الإجلال والاحترام ﴿وَتُسَبِّحُوهُ﴾ الضمير في التعزير، والتوقير؛ للرسول صلوات الله تعالى وسلامه عليه. والتسبيحلله تعالى. وقيل: الضمير في الكللله جل شأنه ﴿بُكْرَةً وَأَصِيلاً﴾ صباحاً ومساء. والبكرة: التبكير. والأصيل: ما بعد العصر إلى المغرب؛ وهو كقوله تعالى: ﴿وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ﴾


الصفحة التالية
Icon