﴿وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم﴾ في الدنيا؛ في كتبي، وعلى لسان رسلي ﴿بِالْوَعِيدِ﴾ بالعذاب الذي ترونه الآن؛ وقد أنكرتموه وكذبتم به في الدنيا
﴿مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ﴾ أي لا يبدل قولي الذي قلته على لسان رسلي؛ من إدخال المؤمنين الجنة، والكافرين النار ﴿وَمَآ أَنَاْ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ﴾ حين أحاسبهم على ما جنوه، وأعاقبهم على ما ارتكبوه؛ بل هم الذين ظلموا أنفسهم بتعريضها لغضبي وعذابي
﴿يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأَتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ﴾ هو على طريق المجاز: كناية عن سعتها، وأنها تسع سائر الكفار رغم كثرتهم
﴿وَأُزْلِفَتِ﴾ قربت، وأعدت، وهيئت
﴿أَوَّابٍ﴾ رجاع؛ كثير الذكرلله تعالى ﴿حَفِيظٌ﴾ حافظ لحدود الله تعالى
﴿ذَلِكَ يَوْمُ الُخُلُودِ﴾ الدائم؛ الذي لا موت بعده
﴿لَهُم مَّا يَشَآءُونَ فِيهَا﴾ أي في الجنة ﴿وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ﴾ من الخير؛ فوق ما يشاءون، وما يطلبون
﴿وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ﴾ أي قبل قريش ﴿مِّن قَرْنٍ﴾ أمة ﴿فَنَقَّبُواْ فِي الْبِلاَدِ﴾ فتشوا فيها عن سبب يمنعهم من الموت ﴿هَلْ مِن مَّحِيصٍ﴾ هل من مهرب من الموت؟ ومثل هؤلاء كمثل من يبحثون - في زمننا هذا - عن إطالة أعمارهم، وبقاء شبابهم. ولا ندري ماذا يكون بعد بقاء الشباب، وإطالة العمر؟ أيكون البقاء حيث لا بقاء، والخلود حيث لا خلود؟ وماذا ينفع الخلود في الدنيا؛ إذا لم تكن طريقاً للآخرة، وسبيلاً موصلاً إلى مرضاة الله تعالى
﴿لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ﴾ واع للإيمان؛ لأن من لا يعي الإيمان؛ كمن لا قلب له ﴿أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ﴾ أي أصغى إلى المواعظ واستمع لها، وعمل بها ﴿وَهُوَ شَهِيدٌ﴾ حاضر بقلبه
﴿وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ﴾ إعياء