﴿وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ﴾ الصنفين ﴿الذَّكَرَ وَالأُنثَى﴾ من الإنسان والحيوان
﴿مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى﴾ أي من مني حين يمنى - أي يصب - في الرحم (انظر آية ٢١ من سورة الذاريات)
﴿وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الأُخْرَى﴾ الإحياء، وبعث الخلائق يوم القيامة
﴿وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى﴾ أي أغنى وأفقر. وهذا المعنى متفق مع قوله تعالى: ﴿أَضْحَكَ وَأَبْكَى﴾
و ﴿أَمَاتَ وَأَحْيَا﴾ ويقال أيضاً: أقناه الله تعالى؛ إذا أرضاه. وقد تجد مع الفقر الرضا، ومع الغنى الطمع. أو المعنى: أنه تعالى أغنى بالمال، وأقنى بالأشياء التي تتخذ للاقتناء والزينة؛ لنفاستها
﴿وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى﴾ الشعرى: كوكب كانت تعبده العرب في الجاهلية
﴿وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَاداً الأُولَى﴾ وهي قوم عادبن إرم، وهي غير عاد الأخرى: قوم هود
﴿وَثَمُودَ﴾ قوم صالح
﴿وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى﴾ المؤتفكة: قرى قوم لوط؛ رفعها جبريل عليه الصلاة والسلام إلى السماء، وألقاها؛ فهوت إلى الأرض. وسميت مؤتفكة: لأنها ائتفكت بأهلها؛ أي انقلبت بهم، وصار عاليها سافلها
﴿فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى﴾ غطاها من العذاب والإهلاك ما غطى، وشملها من التدمير ما شملها
﴿فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكَ﴾ أي فبأي نعمة من نعم ربك أيها الإنسان ﴿تَتَمَارَى﴾ تتشكك وتتجادل وقد أنجاك مما أصاب به من كان قبلك من الأمم
﴿هَذَا نَذِيرٌ مِّنَ النُّذُرِ الأُوْلَى﴾ أي محمد عليه الصلاة والسلام: نذير من جنس النذر الأولى؛ التي أنذر بها من كان قبلكم فكذبوهم؛ فأخذهم العذاب. فلا تكذبوه لئلا يحل بكم ما حل بالمكذبين من قبلكم
﴿أَزِفَتِ الآزِفَةُ﴾ دنت القيامة، وقرب حينها
﴿لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّهِ﴾ غيره ﴿كَاشِفَةٌ﴾ تكشف ما فيها من العذاب والأهوال
﴿أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ﴾ القرآن ﴿تَعْجَبُونَ﴾ وتسخرون على ما فيه من الوعيد لأمثالكم
﴿وَلاَ تَبْكُونَ﴾ وهو الأجدر بحالكم
﴿وَأَنتُمْ سَامِدُونَ﴾ غافلون لاهون
﴿فَاسْجُدُواْ لِلَّهِ﴾ وحده ﴿وَاعْبُدُواْ﴾ إياه؛ ولا تسجدوا للأصنام، ولا تعبدوها.


الصفحة التالية
Icon