﴿بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ﴾ منصب انصباباً شديداً
﴿فَالْتَقَى المَآءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ﴾ أي التقى الماءان: ماء السماء الذي نزل من السحاب، وماء الأرض الذي نبع من التنور؛ على أمر قد قدره الله تعالى: وهو إغراق قوم نوح عن آخرهم. وقرىء «فالتقى الماءان»
﴿وَحَمَلْنَاهُ﴾ أي حملنا نوحاً ومن آمن معه ﴿عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ﴾ يعني السفينة. والدسر: جمع دسار؛ وهو المسمار
﴿تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا﴾ أي بحفظنا وكلاءتنا ﴿جَزَآءً لِّمَن كَانَ كُفِرَ﴾ وهو نوح عليه السلام؛ لأنه مكفور به
﴿وَلَقَدْ تَّرَكْنَاهَا﴾ أي السفينة؛ والمراد به جنسها. قال تعالى: «ولتجري الفلك بأمره» ﴿آيَةً﴾ علامة على قدرتنا. وقيل: المراد به سفينة نوح نفسها؛ فقد تركت على الجودي، ورآها بعض أوائل هذه الأمة. هذا ولا يزال حتى الآن بعض الباحثين والمنقبين يبحثون عنها في مظان وجودها. وزعم بعضهم أنه رآها فعلاً مغطاة بالثلوج؛ والله أعلم بخلقه وأحكم ﴿فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ﴾ متذكر، متعظ
﴿فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي﴾ الذي أنزلته بقوم نوح جزاء كفرهم بي، وتكذيبهم لرسولي كيف كان ﴿نَّذْرٍ﴾ أي إنذاري لهم قبل نزول العذاب بهم
﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا﴾ سهلنا ﴿الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ﴾ للاتعاظ به، والتذكر بما فيه
﴿كَذَّبَتْ عَادٌ﴾ قوم هود
﴿إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً﴾ شديدة البرودة، شديدة الصوت ﴿فِي يَوْمِ نَحْسٍ﴾ شؤم ﴿مُّسْتَمِرٌّ﴾ دائم الشر
﴿تَنزِعُ النَّاسَ﴾ من أماكنهم؛ فتدقهم على الأرض؛ فتبين رقابهم من جسومهم ﴿كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ﴾ منقلع، ساقط على الأرض؛ وذلك لطولهم، وأنهم لا حراك بهم
﴿كَذَّبَتْ ثَمُودُ﴾ قوم صالح ﴿بِالنُّذُرِ﴾ بالرسل؛ لأن من كذب رسولاً واحداً: فكأنما كذب رسل الله جميعاً. أو المراد بالنذر: الأمور التي أنذرهم بوقوعها نبيهم صالح عليه السلام
﴿إِنَّآ إِذاً لَّفِي ضَلاَلٍ وَسُعُرٍ﴾ أي نحن إذا اتبعناه كنا في ضلال وفي سعر؛ كما يقول على مخالفيه. والسعر: الجنون
﴿أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ﴾ الوحي ﴿عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا﴾ ونحن لا نشعر بذلك، وليس بأفضلنا ﴿بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ﴾ أي بطر متكبر؛ حمله تكبره على أن يتعاظم علينا بادعائه النبوة. قال تعالى رداً عليهم، وتهديداً لهم:
﴿سَيَعْلَمُونَ غَداً﴾ يوم القيامة؛ حين يرون العذاب ﴿مَّنِ الْكَذَّابُ الأَشِرُ﴾ نبيهم صالح - حين يأتي تحف به المهابة وتحيط به الأنوار - أم هم حين يأتون يجرون أذيال الخزي والخيبة؛ تسوقهم ملائكة العذاب نحو الحساب؟


الصفحة التالية
Icon